يسعدني القول بأن الاتزان جنة الحكمة... ومركز العقلانية... وقد علمتنا الحياة أن هناك بونا شاسعا بين الحكمة والعقلانية... وبين التنظير والتقعير والتشهير... ورمانة الميزان في هذه البيئة هو الاتزان... ورجاحة الرأي... وسداد الخطوة... والاتزان نور الفكرة... وجوهر الموقف... قد يسهل على أحد من الناس... وهو متكيء على أريكته الفاخرة... ومستند على قناعات لا ترتكز على حقيقة... وربما ليس لها وجود إلا في الذهن إياه... يسهل عليه إطلاق الأحكام جزافا... يوزع المديح والثناء في كل الاتجاهات التي قد لاتستحق... ويقيم بالخطأ والصواب حسب الميل والهوى... فمراقبة الناس أمر هين... وتتبع هفوات الآخرين سهل جدا... وفي البناء عليها لإصدار أحكام مستعجلة ظلم للورى... وضياع للحكمة والعقلانية... وهنا إذا أردنا كشف الحقيقة... لننزل إلى الميدان... ولنعمل بجد واجتهاد... ونحدث أفعالا تترجم صدق القول والعمل.. أما التنظير... فأغلبه قول بلا فعل... وخوض كلام بلا نتيجة.. والفعل الصحيح يدحض كل إدعاء وافتراء.... والحكم بالنتائج دائما... والعمل الطيب الصحيح والحقيقة والفعل المؤثر هو ما يمكث في الأرض..... والاتزان يطهر القلب ويوقظ الضمير... ويوصي بالحقيقة... دائما كن متزنا في قولك وفعلك.. قل ماتعتقده صحيحا دون فضاضة... وافعل ما تعتقده صحيحا دون أضرار بأحد.. وادع بالصلاح لمن تنكب الطريق... اعرف بأن الاتزان يجعلك تعاني.. ويجلب لك متاعبا قد توحي لك بأنك في غنى عنها... ولكن أخيراً لايصح إلا الصحيح.... صباحكم توازن واتزان.. وحكمة وعقلانية... وصلاح أمر وقول معروف... مع تحياتي