اولا اود ان اعبر عن رأيي وموقفي وفطرتي التي قد فُطِرت عليها وتربيت على أساسها من خلال علاقاتنا نحن العشائر الأردنية بجيراننا من الشعب السعودي والذين هم أصلا امتدادا لعشائرنا العربية ونحن الامتداد الاجتماعي والجغرافي لهم أيضا .
كل إنسان بمرحلة طفولته تمر به ذكريات لا تنسى، ولهذا فإنني اذكر عندما كنت طفلا كان هناك جزءا كبيرا من شريط ذكرياتي الجميلة عن مرحلة ما بعد حرب الكرامة أي بنهاية الستينات وبداية السبعينات والتي كانت تختص بإقامة الجيش السعودي وعائلاتهم الذي كانوا قد قدِموا لحماية الأردن ومساندة الجيش والشعب والقيادة الهاشمية الأردنية ، وكانت مواقع تمركزهم في محافظة الكرك وتحديدا في قريتي بلدة الربة .
لن أنسى أنهم شاركونا الفرح والترح والخبز والملح ، وأقاموا المستشفى السعودي في القرية ، الذي كان يعالج المرضى من ابناء الكرك ويصرف الكثير من الأدوية للمحتاجين مجانا ، حيث لا زال هذا المستشفى قائما كما هو لغاية الآن و لكن تحت مظلة وزارة الصحة.
لقد ظلت هذه العلاقات الطبيعية والأسرية مستمرة وباقية الى وقتنا الحاضر،لا بل تطورت الى مستويات لا يمكن لها أن تنفصل كونها ارتقت إلى مستويات الأخوة في النسب والدم .
لا زلت اذكر اصدقائنا عبدالعزيز وسعود وحمد الذين كانوا زملاءا لنا بالمدرسة ، ولا زلت اذكر والدي عليه رحمة الله تعالى واعمامي واخوالي عندما كانوا يذهبون للسعودية من أجل الحج او العمرة بالباصات او بالسيارت المرسيدس القديمة، وكانوا يَحِلًون ضيوفا على من كانوا جيرانا لنا من السعوديين ، لا زلت اذكر محمد (ابو طه وطارق وطلال ) وهو سعودي الجنسية لكنه خليلي الأصل قد ولد وترعرع في الكرك ولكنه تزوج سعودية من أصل يمني والذي كان يقيم في جدة مع عائلته ، كان ابوطه يزورنا مع عائلته ويقضي معنا معظم اشهر الصيف في منزل والدي ، كنا ننتظر تلك اللحظات بشغف وحب ومودة .
لقد تغيرت الأحوال ولعبت السياسة والإعلام والسوشيال ميديا في عقولنا ، لدرجة أنها حاولت أن تنسينا هذه الذكريات الجميلة ، وحاولت أيضا أن تدمر وتقطع أواصر الجيرة التي تتضمن كل معاني المحبة والنسب والقربى .
إخواننا من الشعوب الخليجية وبالأخص جيراننا السعوديين سيبقون كما هم في محبتنا لهم وتواصلنا معهم ولن يتغيروا هم ولا نحن بالمحبة والمودة فيما بيننا ، فلن يستطيع الكلب ايلي كوهين ولا صهاينة العرب ولا حتى نعيق الغربان في الخارج أوالداخل ان ينسينا فزعتهم ونخوتهم معنا ولا فزعاتنا ونخواتنا لهم أيضأ .
لهذا فإن الواجب الذي يقع علينا نحن الوطنيون المحبون للأرض والشعب والقيادة أن نعبر عن محبتنا لهم ولقيادتهم المتمثلة بخادم الحرمين الشريفين التي لم تبخل علينا بيوم من الأيام لا بالمال ولا بالرجال في كل المواقف العصيبة التي مرت علينا وعلى وطننا وقيادتنا ، وعلينا ايضا أن نديم اواصر المحبة مع عموم الشعب الخليجي بغض النظر عن التقلبات السياسية والصهينة الإعلامية .
ارجوا أن نحذر اخواني من هؤلاء الناعقين الذين يهاجموهم ليدمروا هذه العلاقات القديمة والمتجددة والتي وان نجحوا بها لا سمح الله فإنها سوف تنعكس سلبا علينا وعليهم وعلى شعوب وأبناء أوطاننا.
علينا أن لا ننسى أيضا أن هذه هي الجزيرة العربية التي خرج منها رسولنا العظيم وصحابتة الخلفاء الراشدين الذين حملوا الرسالة الربانية المحمدية واخرجت الناس من الظلمات الى النور .وهم الذين ايضا لا زالوا يتوارثون خدمة بيت الله الحرام وحجاجه والمسجد النبوي الشريف ورواده ويهتمون بالأمة العربية والأسلامية في كل انحاء العالم .
أن المملكة العربيةالسعودية وشعبها وقيادتها قد ساهمت بالدعم في الكثير من المشروعات الوطنية الكبيرة والضخمة في وطننا الحبيب ، وشواهدي على ذلك هو وجود الكثير من المستشفيات والطرق الدولية والمدارس و الجامعات التعليمية ومراكز البحث العلمي ، في حين ان بعضا من دول الجوار لم يساهموا في خيمة صحراوية او رحلاية وطاولة مدرسية ، لا بل أن بعضهم زرعوا بيننا الفتن واحدثوا الاغتيالات السياسية وفسخوا الشعب الأردني ما بين ملحد مرتد الى شيوعي وصفوي .
هؤلاء هم أيضا الذين يحاولون ان يقللوا من دعم السعودية للقضية الفلسطينية وشعبها من أجل تثبيتهم في اراضيهم وتيسير كل السبل والوسائل التي تجعلهم يقاومون الإحتلال بكل الوسائل و الصور .
أتمنى من الله تعالى ان يحفظ اصحاب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وان يثبتهم على مواقفهم القومية والدينية وان يسخر أعمالهم لما فيه مصلحة للأمة العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية .
واخيرا فإنني ابارك للمملكة العربية السعودية بمرور تسعون عاما على تأسيسها .وأدعوا الله
أن يحفظ الملك و الشعب في وطننا ووطنهم وان يديم ويمتن هذه العلاقات التاريخية .