لم يعد سراً ما نتداوله كأعضاء هيئة تدريس في الجامعات الأردنية بما يخص وزير التعليم العالي ومجلسه… ! في ظل التفرد والتردد وعدم وجود أسس واضحة لإدارة ملف تعيين أو إعفاء رؤساء الجامعات، وقبله إمتحان وآلية القبول والذي يشاع أن شركة ما… لمتنفذ ما… فرضت ذلك والله أعلم..! قد لا أكون مباشراً بما أنقل لكي لا أخرج عن أدب الحديث، ولكن ما يقال في المجالس غير ما يعلن، وما يقال لا يسر لا صديق ولا عدو، الوزير الحالي مع الإحترام لشخصه وتاريخه، ونحن نحاكم وظيفته ومنصبه، الكل يُجمع أنه ضعيف ولا يناسب المرحلة، وأن القرارات في أمور مفصلية للتعليم العالي مترددة، ويشوبها الكثير من إنعدام الأفق والتخطيط وكذلك التسرع، وآخرها ملف جامعتي اليرموك والحسين والنكوص المريب عن طريقة المفاضلة التي تمت لآخر عملية إختيار، والسرعة المريبة في عملية التعيين..! مما يثير الشك والريبة في فرض تعيين أسماء جاهزة لا يمكن تمريرها بالتقدم والمفاضلة… ! لا أتهم بل هذا ما أسمعه من الكثير من الزملاء في الجامعات، بالإضافة إلى إغلاق أفق الإصلاح للتعليم العالي عملياً ، وإلهاء الوسط الأكاديمي بقضية رؤساء الجامعات تعييناً أو إعفاءً أو تقيماً منقوصاً، ومما يتداوله أعضاء هيئات التدريس (لم يبقى للمنصب هيبه، من يحترم نفسه لا يتقدم… )، وغير ذلك من الحديث المباح وغير المباح.
ما يحدث بموضوع رئاسة الجامعات يا سادة، لا يعدو أن يكون إراقةً لماء الوجه..! في مرحلة التعيين، فأنت لا تعين صبي ميكانيكي لتدخله في إمتحان من معلمي الصنعة… ! أنت أمام أساتذة وأكاديميين يحملون رتبة الأستاذية والتي تؤهلهم لعلمهم تدريساً أو بحثاً، وهذا من بديهيات الأمور، أما الأهم فهو الإدارة، وهنا لا يمكن أن تقول لك السيرة الذاتية وحدها أو مقابلة مع لجان جل أعضائها او بعضهم لم يسطروا نجاحات باهرة في الإدارة، ولم يذكر عن أحدهم (رضي الله عنه) أنه كان مدرسة وجهبذ في الإدارة، والدليل أن معالي الوزير كان رئيسا لذات اللجنة التي إختارت وذات اللجنة التي أعفَت… ! فمن لا يحسن الإختيار لن يحسن الإعفاء، والضحية في الحالتين المترشح أو المُرشَح أو المُستَقطب… ! والذي بذل ماء وجهه وهو يتقدم ويرتب أوراقه وسيرته الذاتية ويخضع لمقابلات وإشهار لأسمه في وسائل الإعلام ، ضمن مجموعات الثلاثين ثم العشرة ثم الخمسه ثم التلاثة… ! وفي النهاية لا يتم إختياره ويفقد ماء وجهه أمام زملائه في الجامعات وطلبته، أو أقاربه ومعارفه وتدركون الأثر النفسي والإجتماعي لذلك..!، وقد تتكرر العملية وتصبح ذات الأسماء مثل حشوات القوائم الإنتخابية، مدعاة للتندر واقتران إسم المترشح بالفشل لأنه لو (فيه خير كان إختاروه… !، وقدم كذا مره وطلع طشيه… ! والحديث يطول… )، القضية مؤذية وخاصة في مجتمعنا وهي إراقة لماء الوجه فعلاً، وأما بعد التعيين إن حصل، فرئاسة الجامعة في عهد الإعفاءات والنقل سابقاً، وسطوة جهات مختلفة على الرئيس وابتزازه، بالتعيينات أو المصالح، وفرض أسماء عليه لإدارة جامعته، وتغول التعليم العالي وزيرا أو مجلساً وتدخلهم في إستقلالية الجامعات، وكذلك رزوح غالبية الجامعات تحت مديونيات كبيرة، جعلت غالبية رؤساء الجامعات العاملين تحت وضع لا يحسدون عليه، ويراق ماء وجههم كل يوم أو كل نهاية شهر وهم يستجدون وزير المالية أو وزير التعليم العالي للملمةرواتب العاملين، وكل سنة عند التقييم وهم ينتظرون رحمة لجان التقييم لوسمهم بعدم الكفاءة والإعفاء بطعم (الكحش أو الطرد أو الحرق)، وتخيلوا معي الوضع النفسي لهذه الطريقة ووقعها على شخص في نهاية عمره العملي والأكاديمي… !، قلتها وأقولها دائما ومن التجربة، إن الأسوء في الإدارات السيئة؛ هو الأكاديمي، لأنه (يحترف السوء عن علم، وتكبر وعزة بالإثم)، ويعتقد أنه (ابو العريف) ولا أريكم إلا ما أرى.
يكفي يا معالي الوزير وأنت المسؤول الأول، والمؤثر على المجلس، ما حصل في عهدكم وخاصة في موضوع رؤساء الجامعات اصبح مدعاة للتندر وإنعدام الأمل بالإصلاح، قلتها وأقولها، الجامعات… التعليم والقضاء، تابوهات يجب عدم العبث بها والإقتراب من هيبتها وذبحها بين إستقطاب أخرق او لجان إختيار مكررة نتاجاتها لا تدوم طويلاً وتعفى على حين غره، كل ما يدور في هذا الموضوع إراقة لماء الوجه للأكاديميين والنظام الذي يدير إختيارهم، والحل كما أسلفت ليتم الإختيار من خلال الدولة وعقلها مباشرة كما كان سابقا وكانت النتاجات مبهرة، أو الذهاب لإنتخاب الرئيس من قبل أعضاء هيئات التدريس بشكل داخلي وهادئ، ولنتخلص من تصدر عناوين الإعلام كل يوم لتصريحات استقطب… فاضل… أعفى… قابل… ، في التعليم العالي قضايا أكبر من كل هذا لو أردتم إصلاحاً… حمى الله الأردن.