إن النفس البشرية مجبولة على حب من أحسن اليها لذلك فإن صفة الجحود والنكران لا يمكن لها أن تسكن النفس المطمئنة التي تربت على الطيب والخلق الحميد وحفظ المعروف وذكر الجميل ونسبه الى أهله فهي تبقى وفية لمن أكرمها لا بل تعترف بالجميل وتكافئ صاحبه .
بالطبع لن نصل كبشر الى منزلة ومكانة وسلوك الملائكة ولكننا قادرين على أن نتمسك بآدميتنا ونحافظ على مبادئنا واذا كنا عاجزين عن رد المعروف فالأولى بنا ان لا ننكره ونجحده حتى لا نكون مثل ذلك الأعمى الذي كسر عصاه بعد أن عاد اليه بصره.
فالنكران والجحود صفات ذميمة ابتلي بها كثير من الناس ويا ليت يتوقف الامر عند ذلك ... لا بل قد ينتهي بطعنة في الظهر واذا ما التفت خلفك وجدتها ممن احسنت اليه بالأمس.
لا تتفاجأ اذا سمعت او رأيت من تنكر لوالديه اقرب الناس اليه ...سبب وجوده على هذه البسيطة وسبب دخوله الجنة او النار ...
لا تتفاجأ وانت ترى الناس تتقلب وتتلون وفي كل مرة تلبس قناعا مختلفا ليتناسب مع متطلبات المرحلة والحاجة...
لا تتفاجأ اذا صادفك من هو ناسيا للود ناكرا للمعروف وجاحدا للجميل ....
لا تتفاجأ اذا قابلك من تنكر لصديقه المخلص أو معلمه الفاضل او جاره المحسن أو أخيه العزيز أو شخص أنقذه من الهلاك المحقق وأخذ بيده واوصله الى هدفه ومبتغاه ....
رسالتي الى الجاحدين والناكرين... حتى وإن خدشتم اليد التي مدت اليكم، فإن المعروف إنما يقدم فقط
لوجه الله تعالى دون انتظار جزاءً ولا شكورا ....فنكرانك للمعروف وجحودك للجميل قد اسقط رجولتك وافقدك مروؤتك وجردك من انسانيتك والبسك لباس الخزي والعار.