قررت الرحيل إلى عالم يشبهني ، قررت الرحيل إلى عالم لا يؤلمني ،، وإن كانت الحكاية لم تنته بعد ، إلا أنني آثرت الرحيل ..
لم تعد الامور تحتمل . كنت استمتع بالأشياء الصغيرة ..و أحلق بحرية كالعصافير غلى زرقة البحر أو ربما كالفراشة التي تتنقل بين الزهور ..كنت وكنت ، لم تكن في حياتنا أيام لونها رمادي ، سوى كان في ذاكرتنا ايلول اسود ، والآن لم نجد ايام بلون غير الأسود.
يوم أسود يوم انتهكت كرامتنا ويوم أسود يوم أفتقدت به بوصلتنا ..
ويوم اسود عندما يستباح الدم العربي الفلسطيني .
عندما تخترق رصاصات الجيش المصري اشقاء يسعون وراء لقمة عيشهم ..
ويوم اسود عندما تهرول الدول العربية إلى التطبيع مع اسرائيل على حساب دم الشهداء والأسرى من وراء القضبان والامهات الثكلى ..ويوم أسود في سجل فلسطين يوم الانقسام ، وأصبحت الكراسي والمصالح أكبر من فلسطين ...
يوم أسود عندما باعت الامة ضميرها .
يوم أسود شاء من شاء وأبى من ابى عندما اصبحت جامعة الدول العربية ضمير مستتر ..
قررت الرحيل لاغلاق باب الوجع والألم ، فلم استطع السير إلى الأمام .
قررت الرحيل إلى عالم الميتافيزيقي ، لأعيش حياة مع نفسي أكثر هدوءا لاكتب رواية لم تنته بعد ،عن حياة بائسة لعالم متغير كالرمال المتحركة خال من القيم والأخلاق ، لعالم ساد به الظلم والقهر والاستبداد والفساد والكذب وغربة العقلاء وولاية السفهاء ..لعالم محكوم بالرأسمالية الوحشية ، والعيش للأقوى وكاننا في شريعة الغاب .
قررت الرحيل ، لأكتب سطورا عن نفسي وانثرها بين الورود ، قررت الرحيل وان كنت لا أحتمل هذا الرحيل ورغم حبك وعشقي لك ألا أنني قررت الرحيل ..