قيادة أمنية محترفة كان لا بد لنا أن نستشرف تجربتها الناجحة، وخطاها الواثقة، لتكون دليلاً جديداً على قدرة الأردنيين من مرتدي شعار الوطن، وعلى إخلاصهم، وهم الذين ظل تاريخهم العسكري سجلاً للبطولة وثقت حروفه أسوار القدس وجبال فلسطين وسهولها، بجيش وأمن شكلاً مثلاً وأيقونة في المنطقة والعالم، تحت قيادة هاشمية حكيمة.
مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة قائد أمني صنع من التحديات فرصاً برهن فيها على انتمائه وصدقه وإخلاصه لوطنه ولجلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويظهر ذلك جلياً من خلال حرص الحواتمة على التنفيذ الأمين للتوجيهات والرؤى الملكية الحكيمة التي أولت العاملين والمتقاعدين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كل اهتمام.
ويسجل للواء حسين الحواتمة مدير الأمن العام مجموعة انجازات يصب كلها في خندق الوطن فالرجل عمل و لا زال بتوجيهات القائد الاعلى للقوات المسلحة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه كانت هدفا لا يحيد عن تحقيقه مهما كلفت من جهد .
الجنرال الأسمر كما عرفه الاعلام واحب ان يناديه فيه استطاع خلال مسيرة خدمته مديرا لقوات الدرك و مديرا عاما للأمن العام بشكل الجديد الذي دمج فيه الدفاع المدني و قوات الدرك ، أن يحقق انجازات كبيرة ليس اخرها تحسين اوضاع المتقاعدين تحقيقاً للرؤى والتوجيهات الملكية السامية للاجهزة العسكرية والامنية.
وأينما حل وارتحل في المواقع القيادية التي تسلمها، كانت الأوامر الصادرة من اللواء الحواتمة بضرورة معاملة المتقاعدين معاملة العاملين، وهو ما احدث فرقا كبيراً وحقق نقلات نوعية في مستوى إنجاز وتلبية مطالب المتقاعدين، ولاننسى كيف أن الحواتمة استطاع أن ينفذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، بحل مشكلة إسكان المتقاعدين بقرار واحد ظنه الآخرون أمرا مستحيلاً ليتضح أنه صار ممكناً واستفاد منه 500 متقاعد تسلموا قيمة إسكانهم العسكري في يوم واحد بدل انتظارهم عشرات السنين.
قرار حمل رسالة واضحة للمتقاعدين ترجمها الحواتمة لاحقاً بقوله : أن متقاعدي الأمن العام سيبقون أصحاب فضل ومحل تقدير، يمثلون ركناً ثابتاً وأصيلاً في مديرية الأمن العام التي تعتز بجهود أبنائها وعطائهم المخلص والموصول تجاه وطنهم ومؤسستهم التي كان لهم نصيبٌ في شرف بنائها، وإعلاء بنيانها، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، وهي رسالة تركت الاثر الكبير في نفوس المتقاعدين ممن امضوا عمرهم في خدمة الوطن بأنهم رفاق سلاح لا يمكن تركهم تحت أي الظروف .
ومرة أخرى أحسن اللواء الحواتمة وخطا نحو تطوير شؤون متقاعدي الأمن العام بإستحداث إدارة تعنى بالمتقاعدين في ظل تعليمات مشددة بأن تعمل هذه الإدارة لى تحسين ظروف المتقاعدين العسكريين من مختلف مرتبات الامن العام وأن تتحول إلى نقطة وصل ورافعة تساند المتقاعدين أينما ذهبوا لتلقي الخدمات الصحية أو دوائر الضمان الاجتماعي وغيرها.
والى جانب ملف المتقاعدين ياتي ملف الدمج الذي يعد واحداً من أضخم الملفات وأعقدها، بينما رأيناه يمضي بسلاسة ترافقت مع أداء عالي الكفاء توجهت به الطاقات والموارد لتحسين الخدمة المقدمة للمواطن، ورفع الأمن العام وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المالية والبشرية في وقت نمر به كباقي الدول بضائقة اقتصادية تتطلب من الجميع شد الاحزمة قدر الإمكان.
ملفات عديدة نجح بها الباشا الحواتمة نرفع لها القبعة و من واجبنا كاعلام ان نسلط الضوء عليها و نعظمها كانجازات وطنية يشار إليها بالبنان فالرجل حاز على ثقة سيد البلاد وتقلد بحرفية مناصب قيادة لاجهزة امنية حساسة وهي الدرك و الامن العام بشكله الجديد واستطاع ان يترجم توجيهات جلالة الملك على ارض الواقع بشكل مهني يخدم المواطن المدني و العسكري ويحاسب المقصرين ان وجدوا فلا مكان للخطأ في عمله ولا محل الا للانجاز في اجندته .