أولا أود أن أبارك لدولة الدكتور بشر الخصاونة على ثقة سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بتكليفه رئاسة الحكومة القادمة .
كما أنني أتمنى بعد هذه التهنئة على دولة الدكتور بِشر الخصاونة أن يعمل على تسجيل نفسه في سجل بطولات نسور الشمال ومع الشهداء الخالدين أمثال وصفي التل وناجي باشا العزام وكليب الشريده وراشد الخزاعي الفريحات و العجلوني ، أو مع سجل النشامى الوطنيين من سهول حوران أمثال عون الخصاونه و أحمد عبيدات وغيرهم الذين لا يمكنني حصرهم وذكرهم في هذا المقال .
إن أهم بند سوف يواجهه الخصاونه ويحتاج إلى ايجاده ورفع نسبته المنعدمة نهائيا ، هو العمل على كيفية استرجاع الثقة الشعبية بالحكومة التي كانت قد فُقدت على مدى عشرين عاما ، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال الصدق بالتعامل و إيفاء الوعود والعهود ، وعدم إطلاق التعهدات والإلتزامات المستحيلة التطبيق أو التنفيذ ، وأن يعلن عن عجزه في حال عدم قدرته أو عدم توفر الإمكانيات لتحقيقها .
ولا ننسى أيضا أن على دولة الخصاونة أن يأخذ بعين الإعتبار التخبط الحكومي السابق في اتخاذ القرارات ونقضها او تغييرها أو مخالفتها من نفس الفريق الحكومي ، ولا ننسى أيضا معضلة إطلاق التصريحات الاعلامية الشاذة من غير المؤهلين لإدارة ملفاتها ، وآلية عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب الذي حتما سيؤدي الى انتشار الفساد المنظم والعشوائي .
كذلك على دولة الخصاونة ان يفكر بشريحة هامة جدا بمجتمعنا ، ونسبة تفاعلها في المجتمع عالية جدا وهي أيضا محط اهتمام سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ، ألا وهي شريحة المتقاعدين العسكريين الذين هم أصحاب الخبرات العالية والانتماء والولاء ، وقد قدموا التضحيات تلو التضحيات بحيث لا يوجد بيت أردني يخلى من تواجدهم به ؛ فهم يواجهون مشاكل وازمات مالية صعبة لا تحل إلا من خلال منحهم الإمتيازات والإعفاءات الجمركية و التأمين الصحي والتعليمي(حق الإعفاء الجمركي وحق الجسيم وحق التامين الصحي للعاطلين عن العمل ) لأبنائهم في الجامعات والمستشفيات .
أما مشكلة ارتفاع نِسب البطالة وعدم ربط التعليم التقني مع مخرجاته وانعدام التعيينات مع وجود التغول للعمالة الوافدة على قطاعات الإنتاج الأردني فهذا يحتاج الى متخصصين اصحابين تجارب ناجحة ليحلّوا هذه التحديات والمعضلات الهامة التي قد ينخر سوسها بعظام الوطن وعظامنا .
أما الإزدواجية بالتعامل مع حالات الفساد فهذا يسهل التعامل معه اذا كان الفريق الحكومي يخاف الله و وطنيا يرفع شعار الله الوطن الملك ويطبق القانون ويلتزم به .
اما القضاء الأردني واستقلاله فهذا هو الجهاز العصبي الذي يجب تعزيزه وجعل المواطن الاردني البسيط يشعر بتحققه وحياديته ، لان اي خلل يضرب هذا الجهاز فإن ذلك يعني تلف عضو او اعضاء وانتشار الأمراض المميتة داخل جسم الوطن لا سمح الله .
كما ان على دولة الخصاونة بأن يعيد مراجعة إرث الرزاز وجونياته لجميع التعيينات التي قد تمت بعقود شراء الخدمات الخاصة والتي أرهقت الموازنات وحاربت الإنتماء والولاء من الشعب للوطن ويجب عليه إلغائها .
أما الاقتصاد والصحة فإنهما معادلتان صعبتان تحتاج الى فرق متخصصة لتحققهما وخصوصا أننا عانينا كثيرا من الفشل الغير مبرر بإدارة ملف الإستثمار وجذب المستثمرين .
واخيرا ارجوا من الله تعالى ان يوفق الدكتور بشر الخصاونة لما فيه مصلحة الوطن والشعب والقيادة الهاشمية ، ونحن جاهزون لان نكون عونا له في هذا الحمل والعبء الثقيل ، فإن اجتهد وأصاب فنحن له شاكرون وإن اخطأ وأصلح أخطاؤه فنحن له ناصحون .