بطريقة دستورية وموزونة وصورة سلسة وعميقة، نجحت دولة الكويت في عملية الانتقال بالسلطة، وتسليم مقاليد الحكم، باسلوب فريد ميز سمة الدولة كما ميز عمق بيت القرار فيها.
حيث تعتبر عملية نقل السلطات في كل المجتمعات هي العملية الاصعب نظرا لكثرة التدخل في الداخلية في اهوائها والمحيطة في اجوائها، لكن عمق بيت القرار الكويتي اثبت مدى القدرة على الغوص واستخراج دانة الشرعية وجمانة المشروعية، لما تمتلكه دولة الكويت من موروث سياسي عميق ونهج ديمقراطي تعددي، مجلس نيابي مقدر، اضافة الي اطر دستورية عملت علي تاطير العملية الاجرائية لانتقال بالسلطة، فخرجت الكويت من منعطف صعب جاء نتيجة وفاة قائد بحجم الامير صباح الاحمد الي منطلق قويم بقيادة سمو الامير الشيخ نواف الاحمد ومع ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد بطريقة قدمت الكويت بالحلة الدستورية والنيابية المستحقة.
الكويت التي تعتبر عاصمة التعددية النيابية في العمق العربي وتعتبر ايضا العاصمة التاريخية للثقافة العربية وللرياضة العربية، يعول عليها الكثير في تعزيز الروابط العربية المشتركة، وتعزيز قنوات الامن العربي في هذه اللحظات الاستثنائية التي تعصف بمكانة النظام العربي ورسالته، وذلك للخبرة العسكرية والامنية العميقة التي تتحلى بها القيادة الكويتية بقيادة الامير نواف الاحمد الذي يعتبر خبيرا استراتيجيا في الشؤون الامنية وهو قادر علي ان يقوم بدور كبير بهذا الاتجاه من اجل عمل عربي مشترك يقوم لبناء حالة عربية واعدة.
كما يعول على سمو الامير الشيخ نواف الاحمد في قيادة دولة الكويت الى بر الامان نتيجة رياح الوباء التي تجتاح المجتمع الكويتي كما تجتاح المنطقة، فالامير نواف الاحمد يمتلك علوم معرفية في الاستراتيجيات الامنية تمكنه من تقديم نموذج فريد للكويت والمجتمع الكويتي، والمجتمع الاردني يمتلك في هذا السياق خبرات نوعية وتقنيات معرفية يمكن استثمارها و الاستفادة منها في هذا الجانب لاسيما وإن اولى التحديات التي تواجه المجتمع الكويتي هي تحدي السلامة الصحية.
ومن باب اخر تدخل الكويت في اجواء التحضير للانتخابات القادمة وما يتخللها من اجواء ولقاءات وتجمعات وجاهية في ظل الظروف الوبائية، وهذا ما يضيف اضافة تقديرية للاستراتيجية الامنية و التي ينتظر توظيفها لتكون في خدمة المواءمة بين التحرك الشعبي للتواصل والانتخاب من جهة والظروف الاحترازية الصحية وجوانب السلامة العامة من جهة اخرى، والتي لابد من اتباعها لغاية إعادة الجمهرة عند دخول المجتمع الكويتي في مناعة الجموع بطريقة مباشرة وهذا ما يضيف ثقلا تقديريا علي واقع المسؤولية الكبيرة التي تواجه الامير الشيخ نواف في اولى التحديات التي تواجه بداية عهده.
وبهذا تكون دولة الكويت استطاعت اثبات الذات الوطنية وبرهنت عن صدق عزيمة انبائها وحكمة قيادتها في ترتيب بيت القرار فيها بطريقة متزنة ووازنة، وتكون دولة الكويت بذلك قد قدمت نموذجا محترما بالحكم وانظمة الحوكمة.