كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان (الإخلاص – الأمانة ) تضمنهما نص القسم لرئيس الوزراء والوزراء، وهما من أسمى صفات المرء، وهما التزام ديني وأخلاقي علني أمام الله سبحانه وتعالى، ومن ثم ميثاق وعهد والتزام أمام جلالة الملك ولي الأمر، ورمز الوطن، وأمام المواطنين، وكلمتان (الوطن-الملك) نفتديهما بالمهج والأرواح.
نصت المادة 43 : من الدستور الأردني
على رئيس الوزراء والوزراء قبل مباشرتهم أعمالهم أن يقسموا أمام الملك اليمين التالية :
" أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للملك ، وأن أحافظ على الدستور وأن أخدم الأمة وأقوم بالواجبات الموكولة إليّ بأمانة " .
المادة 61 : البند ٢
على رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية قبل مباشرتهم أعمالهم أن يقسموا أمام الملك يميناً هذا نصها:
"أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للملك والوطن، وأن أحافظ على الدستور، وأن أخدم الأمة وأقوم بالواجبات الموكولة إليّ بأمانة ".
المادة 80:
على كل عضو من أعضاء مجلسي الأعيان والنواب قبل الشروع في عمله أن يقسم أمام مجلسه يميناً هذا نصها:
"أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للملك والوطن، وأن أحافظ على الدستور، وأن أخدم الأمة وأقوم بالواجبات الموكولة إليّ حق القيام".
لفت انتباهي وأنا أتابع أداء القسم من خلال وسائل الإعلام السؤال التالي للمعنيين وأصحاب الاختصاص، وهو من باب المعرفة والعلم بالشيء.
لماذا يقسم أعضاء مجلسي الأعيان والنواب، وأعضاء المحكمة الدستورية على الإخلاص للملك والوطن، ولا يقسم رئيس الوزراء والوزراء على الإخلاص للوطن، ولماذا ينتهي قسم الوزراء، وأعضاء المحكمة الدستورية بالأمانة، في حين ينتهي قسم أعضاء مجلسي الأعيان والنواب بحق القيام؟
وما حكمة المشرع من هذا الاختلاف في صيغة القسم بين السلطات الثلاث في الدستور، أم أنها مجرد كلمات تحمل نفس المعاني والمدلولات وتقود إلى نفس الهدف؟ داعين الله جلت قدرته أن يحفظ هذا الوطن آمنا مستقرا، وأن يديم على رمزه جلالة الملك الصحة والعافية.