هذا مساء تشريني يهبّ الهواء فيهزّ شجر الزيتون في العالوك ، ويحمل سلامنا مع الغيم لك وللأهل هناك ، فقد منّ الله عليك بالشفاء والصحة والعافية ، وكنتُ موقنا بأنّك ستعدّيها كما عدّيت الكثير من العوارض التي جاوزتها ..
سلام لك وعليك ، فما زالت دعوات جدّنا حسين المطر وصبحا الراشد تحمينا وتحميك كل يوم بأمر الله ، وأنت نتاج عمّنا محمد الحسين الذي كان جريئا بقول الحق لا يهاب ، يحمل جريدته كل صباح في باص القرية ، ويعود راعيا لشياهه ومزارعا راضيا ، ولكنّه زرعك وما خاب زرعه ، خرجت من بيادر وموارس "المسرة" مرورا بمؤتة وعمان والسلط وإربد وجوبا وأم درمان ، حملت حلمك وحلم أهلك ولم تقبل دون النجوم منزلا ، ولم تخيّب الظنّ يوما .
من يعرفك يعرف سجاياك الطيبة ، فقبل أن تحمل التاج والنجمات على كتفيك ، كنت تحمل الوطن في قلبك ، ضابطا أردنيا شجاعا عرفته ساحات الأمن العام والبحث الجنائي ، وكل زملاءك وقادتك يشهدون لك بإندفاعك وإخلاصك ، كنت أول من كشف مكان الإرهابية ساجدة الريشاوي إثر تفجيرات عمان ، وكنت تلاحق الجناة في كل جريمة ونفذّت مئات المهمات دونما تنتظر شكرا أو جزاء ، ولم يمنعك إصاباتك أثناء العمل أن تكون إسما يخافوه الزعران والمطلوبين بقلب أسد لا يهاب .
الآلآف خافوا عليك ، والآلآف سألوا عنك محبة ، كانوا يعرفون أن مهمتك اليوم مع عدو جبان يختبئ داخل الرئتين ولو كان عدوا يواجهك لفرّ مثل كثيرين يختبئون ويقنصون من خلف السواتر، لكنها معركة الشجعان يابن عمي ويا بن دمي ، وكنت لها ، وكان الله معك .
حمدا لله على سلامتك ، وهذا وطن يكبر بأمثالك ، وأعرف أنّك لا تنتظر مني كلام فشهادتي مجروحة ، وأنت أكبر من كل الكلام .