أن الروح تظمأ وهناك صوت ضجيج يعلو وصوت فحيح ينشُر رذاذ السوء في وطن شكَّل أمة وفي وطن خُطوبه مدلهمة أنتجها سكوت سنين ونهوض مستكين , وقاطع حبل الوريد بسكين , وآخر يملك ملايين أمام رب أسرة يتمنى الملاليم فكان الضجيج رُعاف وكان الرعاف قانٍ والليل طويل وسبات رجل أحمق امتشق سكين يدعي الإخلاص وانه الخلاص في وقت خيّاله متعب وسفاحه يرتع وأمينه مسجون في غياهب التخوين والتشكيك .
وتحول المنبر من حدبة وطن إلى جحر فأر ففر الكثير نحو زوايا المكسب والتكسب وضاع حبل وتين مشدود على سرج قيل أنه أعوج وعين على أنثى تتبرج فهذا يكتب بيت شعر في اللون الأحمر على الخدود السابحة وذاك البعيد يتغزل بالأرداف والعنق الجميل ووالد الفتاة مسكين يهش عن أنثاه بورقة زعتر ويغطي الأثداء بورقة غار والأطفال تنتظر الحليب أمام شاعر صلف يتحدث عن لوح مرمر .
وآخر من خلف الحدود يدَّعي أن الفتاة حامل ؛ هامل يدعي أنها حامل والرياح عاتية والشراع في حراك والمياه تعلو والآخر من بلاد الضباب يضحك ويخلط الغث بالسمين ويقطع أشجار الياسمين ليزرع الحنظل والعامة "تحوقل" وغاب صوت الحق عندما سكت , وله في كل اسبوع زاوية يدعي من خلالها أن شقيقته هاوية وان لها بعض اصحاب وان شرفها مستباح ويحظى بإعجاب الصغار والثناء والتعليق ويقول أنني معارض فيا هذا أعلى شرفك تعارض !!.
تعاني الفتاة من الاختناقات والصغير هناك يتغزل وقد رهنوا جزء من شالها والصغير هناك يكتب الأشعار في جدائلها ومازالت تعيش على الرمق , والولاء هنا كالطعام والشراب لاننا ندرك انه لا قيمة لرغيف الخبز والأحجار حولنا مبعثرة والتراب تجرفه مياه البراكين وهل للبراكين مياه !! .
الروح تظمأ أكثر من الجسد ,وباختصار أنا مشتاق للكتابة أكثر من شوقي لضوء النهار , واشتاق للحرف تماما كما تشتاق لأن تأكل وتشرب فالكتابة رسالة لا تعني دوما أنني هنا أو أبحث عن كرسي هناك فالكتابة إضاءة شمعة لكبير سن أصابه ضعف نظر ولطفل يلهو في الطرقات ولمعمم أغلق عقله وغير معمم فتح جميع الطرقات وانزلق نحو استيراد كل ما يجود به السوق من بضاعة شارفت على الانتهاء ومن مواد أولية تنشر السوء في الطرقات فالكتابة دواء ناجح لأمراض الكآبة والقلق وسوء الإدارة والأرق بجميع أنواعه فحرف كل يوم يغنيك عن طبيب وكلمة عن عيادة .