دعوتكم يا دولة الرئيس في المقال السابق إلى العمل لاستعادة الرأي العام الأردني المختطف، والذي تجري تعبئته ضد دولته، من خلال تحريف الكثير من الحقائق، أو إنكارها مما يمارسه المتربصون بدولتنا، بعضهم ينطق عن جهل وبعضهم ينطق عن هوى، وهو ما حدث في الأسبوع الماضي, عندما اخذ بعضهم مكان الفقهاء، فاشاعوا أن الحكومة تستهدف صلاة الجمعة بفرضها الحظر الشامل، دون أن يلتزم هؤلاء بالقاعدة الشرعية (فتبينوا)، ودون أن يتريثوا لمعرفة آليات تطبيق قرار الحظر، فقد جرت العادة إن تلي قرارات الحكومة أثناء هذه الجائحة صدور أوامر دفاع تشرح آليات تنفيذ القرارات، لكن المتربصون تناسوا ذلك, وصاروا يتباكون على الصلاة، وتناسوا أن عدم إقامة صلاة الجمعة جائز من الناحية الشرعية، وليس بدعة أردنية ، فقد سبقتنا إلى ذلك معظم ديار المسلمين، التي ابتليت بكورونا، بعد أن أفتت بجواز ذلك مراجع فتوى رسمية واهلبة معتمدة ، وأول ذلك الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء، وكذلك مراجع الفتوى في ديار الحرمين الشريفين، كما أفتى بذلك الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومجامع فقهية عديدة، وهو ما تم فعلياً في معظم الدول التي ابتليت بكورونا .
والسؤال لماذا كل هذا النفير ضد حكومتنا؟ وهي لم تبتدع جديدا، فكثيرة هي الحالات التاريخية التي لم تقام بها صلاة الجمعة بسبب الأوبئة، مثلما حدث في طاعون عمواس، وفي الشدة المستنصرية، وأيام الطاعون الأسود في عهد المماليك، وغير ذلك كثير، بل أن ابن عباس أباح عدم إقامة صلاة الجمعة في حالة المطر، تأسياً برسول الله.
كل ما تقدم يعطي لحكومتنا السند الفقهي لعدم إقامة صلاة الجمعة، ولكنها لم تفعل ذلك ، بالرغم من جوازه من الناحية الشرعية، بدلالةالسوابق التاريخية ، و بدلالة فتاوى المراجع الفقهية في مختلف ديار المسلمين التي أفتت بجواز عدم إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المساجد بسبب كورونا. وقد كان على الذين تسرعوا في إصدار الإحكام، إن يتريثوا ليتذكرو إن رئيس حكومتنا مسلم أباً عن جد، ومن عشيرة أردنية أنجبت علماء شرع أجلاء مازال منهم بين ظهرانينا مفتي عام المملكة، كما إن وزرائنا هم وزراء دولة يقودها عميد آل البيت،وينص دستورها على أن الاسلام دينها الرسمي، لذلك من المستحيل إن تعطل شعائره ، وتاريخ هذه الدولة يشهد على هذا، لذلك صدر أمر الدفاع للسماح بإقامة صلاة الجمعة أثناء الحظر، فجاء منسجما مع هذا التاريخ، دحضا لافتراء كل المتربصين، الذين أعلنوا النفير ضد الحكومة،بزعم إنها تستهدف صلاة الجمعة، ليذكرنا ذلك كله بالمثل الشعبي "مش رمانة بس قلوب مليانة" وهذا أمر يحتم علينا أن نحذركم يا دولة الرئيس من المتربصين، وندعوكم مجددا إلى العمل لاستعادة الرأي العام الأردني، لوقف انهيار الثقة بالدولة ومؤسساتها وقراراتها، وردا لكيد المتربصين إلى نحورهم.