وصل موقع نيروز الاخبارية بيان صادر عن نقابة المهندسين الاردنيين والتالية نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا العربي الامين أفضلُ الصلاة وأتمُ التسليم
تحلّ علينا غدا، ذكرى المولد النبوي الشريف، ذكرى أشرف الخلق وسيدهم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لنسلم عليه ونستذكر القيم ومبادئ الحق التي ملأت الكون ربيعا في ربيع الأول، نستعيد حضوره العظيم فينا سُنةَ "خُلُقٍ عظيم" ورسالةً سماوية سمحة ودعوةَ هدايةٍ ونور، لا ظلامَ فيها ولا ظلمَ ولا جهلَ ولا عنف.
وفي حضرةِ التذكر والتفكر هذه، نقف جميعاً أمام مسؤوليةِ الكلمة وأمانتها، تصحيحاً للمفاهيمِ الخاطئة، وبياناً لحقيقةِ ديننا السمح، وتفنيداً لمزاعم استغلاله بالباطل.
إن قراءةَ السيرةِ النبوية قراءةً فكريةً شمولية، تدركُ المقاصدَ وتستقرأُ الغايات، وتفهمُ النصوصَ الجزئية النبوية في قضايا الشأن العام ضمن سياقها الأعم ضرورةَ صحوةٍ وشرط نهوض، رداً على القراءات المختزلة المؤسسة لنهج التطرفِ والانغلاق و"الوصاية على العقول"، وهي دعوة لاستدعاءِ القيمِ الفضلى التي نادى بها رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهي نداء واجب إلى مفكري الامة وعلمائها ومثقفيها لاداء دورهم التنويري وقراءة تراثنا الفكري قراءةً مستنيرةً واجلاء ما لا يُسر به أهلُ الغلو والتطرف والظلام من صحيحِ الدين، ويُنير دربَ الامةِ بالسماحة والاعتدال والوسطية والخير.
الأمة اليوم، غير الأمة التي تركت، وقد تكاتف على هدم بنيانها مكائدُ أعدائها وضلالُ أبنائها وافتراقُ كلمتها وأهواء سلاطينها، وخطابها في أزمةٍ متجذرة حتى غدا التصحيحُ مطلباً والتجديدُ ضرورة، خطاباً واعياً يثمنُ المتنَ المشترك، ويتجاوزُ الهامش المختلف، يحاصر منابع التشدد، ويمضي بعيداً عن التأويل الجاف للدين والقراءة المتزمتة لروحه وعصمة الانبياء لرجالاته وناصية التكفير للرأي الاخر.
ورغم الهجمة الشرسة الذي يشنها أعداء الاسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وآخرها ما حصل في فرنسا من اعادة نشر رسومات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أننا في نقابة المهندسين، نراهن على الأمة العربية والاسلامية المنحازة إلى دينها السمح الحنيف وقيمه الانسانية الرافضة لكافة أشكال الاساءة للدين والمعتقد.