بقلم :- العميد المتقاعد الدكتور المهندس /حاكم الفلاحات

الدعم  اللوجستي 

المتكامل"integrated logistic support" بالرغم من حداثته تطور سريعًا بحيث أصبح يشمل كافة مناحي السلسلة التزويدية "supply chain"،و الذي يعنى بجوانب عديدة من عملية تدعيم المشاريع والأنشطة و المعدات المختلفة  بأسلوب علمي متطور يحافظ على إدامة وتطوير كافة متطلبات الأنظمة: مثل الصيانات بجميع أنواعها، المستودعات ،النقل، قطع الغيار ،التأهيل والتدريب ، الأعطال و التعديلات والنشرات الفنية، التوثيق ...وغيرها، بما يضمن اعتمادية وصلاحية عالية وموثوقة لتأكيد ديمومتها وتقليل من تكاليف الإدامة وزيادة الإنتاجية خلال دورة الحياة التشغيلية بما يناسب مهمتها، لقد أصبح الهدف هو تحقيق الترابط والتكامل بين أنشطة التوزيع المادي وأنشطة إدارة الموارد التي تساعد كلٌ في مجاله لتلبية احتياجاته ومتطلباته وتحقيق الأهداف. 

هذا المفهوم كان في البدايات مصطلح عسكري ويعني فن توزيع واستخدام مختلف الوسائط العسكرية لتحقيق الأهداف  السياسية، وهو بالمناسبة عامل مهم في انتصار الجيوش.

إن مبادئ الدعم اللوجستي المتكامل يجعلنا نعتمد عمومًا على عنصر التنبوء، بحيث يتم دراسة التوقعات المستقبلية و تأمينها بالوقت المناسب، وعنصر المرونة للإستجابة للمتغيرات بشكل منهجي والتقليل من أخطارها بالإضافة إلى التعاون ما بين كافة الأطراف المعنية في السلسلة اللوجستية لتحقيق النجاح. 

و مع التطور الحالي في مجالات المال والأعمال، أصبح هناك شركات عالمية ومحلية متخصصة بتقديم الخدمات اللوجستية المتكاملة، ويمكن الاستفادة منها لمساعدة أصحاب المشاريع والأنشطة لتحقيق الأهداف المرجوة بمدى يضمن فعاليتها.  بما أن العمل بمفهوم إدارة الدعم اللوجستي المتكامل في هذه الأيام  يلقى اهتمامًا واسعًا جدًا من قبل المستثمرين ورجال الأعمال والحكومات، ويرجع ذلك إلى أهميتها الكبيرة في تحريك وتسيير الاقتصاد والأعمال الأخرى المطلوبة بيسر وسهولة وسلاسة، لتحقيق  ما أشار إليه جلالة سيدنا حفظه الله في الآونة الأخيرة بخصوص الإكتفاء الذاتي لمواجهة التحديات المستقبلية.