من حق أي فئة من الشباب في هذه الأجواء الإنتخابية أن يتفاءلوا وإذ لم تكن لديهم أسباب واضحة لتفاؤل وإن حاولوا إقناع أنفسهم بتواجدها وإذ تبدوا هذه العملية صعبة في البادية الوسطى لما يشعر فيه الفرد من خجل اجتماعي جراء اواصل القربة والتعبئة العشائرية المستندة على المثل الشعبي المأثور "عد ارجالك وارد الماء"
حيث بدأت تظهر على جزء واسع من الشباب إمارات الضجر من هذه الدوافع الاجتماعية التي بنظرهم استنزفت آمالهم وطموحاتهم وذلك لما خلفته التجارب السابقة باعتقادهم من اختيار ممثلين لم يلبوا أدنى مستوى من طموحاتهم ورُآهم .
وفي هذه الأجواء من المد والجزر يظهر جلياً على المشهد تياران كل منهم يحاول أن يبرر موقفه من خيار المقاطعة والمشاركة وان اشتركوا بالقلق والتوجس من مئآلات ما تفضي إليه قناعات مواقفهم لانغماسهم في وحدة الهموم والتحديات التي بطبيعة الحال سينعكس آثار اختيارهم على واقع التنمية في مناطقهم التي تعد الأقل حظاً في ضل تنامي الفقر والبطالة والنقص الحاد بالخدمات.
ونجد بأن الخيارات تضيق عليهم وتكاد تتلاشى السبل الناجعة لحثهم وتحفيزهم على المشاركة الذاتية بعيداً عن دوافع العلاقات الأولية للانتخاب لاعتبارات يطرحها صوت واسع من الشباب حول البرامج الإنتخابية لمرشحين جلهم لم يقدم أي رؤية قادرة على استقطاب الشباب لأحداث تغيير يلبي أدنى آمالهم وتطلعاتهم سواء من يافطات وصور تضج بها الطرقات تشكو ما اصابها من تعظيم ما رسم عليها وتؤد أن تنحني خجلاً من عيون الماره لثقل ما خط عليها من وعود تضيق بها عين حقيقة الواقع لتبقي تساؤل عميق حتى العظم لكلا التيارين اي موقف سيسيّر السبل لمستقبلهم.