انتهى سباق الانتخابات الأمريكية واسدل الستار عنه بعد مخاض صعب وتصريحات من هنا وهناك..
نعم اغلقت صناديق الاقتراع بالولايات المتحدة الامريكية وانتهى الفرز بإعلان فوز الرئيس الديمقراطي المنتخب (جو بايدن) الذي سيتولى مهامه الدستورية بتاريخ ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢١.
وبهذا الفوز يكون الشعب الأمريكي والعالم باسره عاد الى سكة الديمقراطية والهدوء المعتاد كما عادت عجلة حقوق الإنسان تسير على سكتها الأصلية دون عرقلات ولا عثرات وعادت الروح للتعاون الدولي في الكثير من الملفات التي منها ملفات المناخ والتعاون العسكري والتجاري والهجرة.
كما سيرتفع صوت العقل بقضية مواجهة ملف الكوفيد ١٩، وصولا إلى ملف العلاقات العربية الاسرائيلية الذي شهد ضجيجا وعجلة لا ندري ما نتائجها.
وفي نجاح بايدن الكثير الكثير، لا لحساب الرئيس ولا لحسبه وإنما لخلفية الرجل وحزبه الديمقراطي الذي يسير وفق استراتيجيات موزونة تضع مصالح أمريكا بشكل مدروس وتهتم بالتقارب والصداقة حيث سنشهد تقاربا لبعض التيارات السياسية ولكن بحذر في البداية بسبب الدروس السابقة بالمنطقة وانعكاس ذلك على التحالفات الاقليمية واتفاقيات السلام.
لا يخفى على أحد أن فترة الرئيس ترامب شهدت نمواً اقتصادياً وانخفاض معدلات البطالة في امريكا، لكن التساهل بملف كورونا ادى الى حدوث اصابات تصل الى اكثر من تسعة ملايين اصابة وربع مليون وفاة حتى اللحظة وعدد الوفيات متوقع ان يصل الى اكثرمن ٤٠٠ الف خلال شهر كانون الثاني ٢٠٢١.
من جهة أخرى يرغب الرئيس بايدن باعادة الامور الى نصابها ولكن سيواجه ظروفاً قد تعيق حركته تجاه العودة الى السياسات المتبعة ابان حقبة اوباما التي كان يتولى فيها منصب نائب الرئيس.
على الصعيد الأردني فإن نجاح الديمقراطيين ودخول جون بايدن إلى البيت الأبيض سينعكس إيجاباً على الدور المحوري للاردن وسيعزز العلاقات الاردنية الامريكية كما كانت قبل ٢٠١٦، كما سيتم اعادة النظر بالسياسات الامريكية بالمنطقة بالمجمل فالاردن دولة محورية صاحبة عمق استراتيجي لا يمكن تجاوزها إطلاقا.
وفي ملف الشرق الاسيوي فسنشهد تراجع التقارب الترامبي مع كوريا الشمالية، وتخفيف الرسوم والعقبات على السلع الصينية، وموقفاً اقل تشدداً بالملف النووي الايراني.
تغييرات كبيرة على السياسة الأمريكية وعودة للهدوء وتغليب صوت العقل ستشهدها الإدارة الأمريكية فلننتظر ونشاهد ما سيحصل وكيف ستتحول البوصلة الامريكية حول العالم.