للمواقف الرجولية، والأخلاق العسكرية النبيلة المجبولة بالروح الوطنية رجالها، هذا الفارس البريشي الشهم النبيل، القادم من "كثربا" وهي إحدى درر لواء عي/الكرك، ذلك اللواء الشامخ الذي أطلع قناديل نهى أدركوا قيمة العلم والطموح، هو مستنبت الرجولة، وعنوان للعصامية، وأنموذج للعطاء والارتقاء، ومنارة علم، وما فارسنا إلا واحد من صقوره الجارحة وأحصنته الجامحة.
ولد فارسنا عام 1947، وعاش طفولته يتيم الأب، ترعرع في كنف والدته "رحمها الله" الشيخة الأجودية آمنه رشد القرالة، العابقة بالأصالة، ذات القلب الطاهر والعقل الراجح، التحق بالكلية العسكرية قبلة الطامحين إلى شرف الرجولة والبسالة، تخرج برتبة ملازم إلى سلاح الدروع، حتى أحيل على التقاعد برتبة لواء ركن 1999.
في أحداث معان، أثر الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصاديه عام ١٩٨٩، سطع نجم هذا القائد الفذ رأس الحكمة عندما تتوارى الحكمة، الذي نقش اسمه بحروف من نور في صفحات المجد والتاريخ الاردني حين قال لجنوده على مشارف معان: "والله إذا أعلم أو أدري أن جنديا أساء لأي أردني سوف أقطع يده، وإذا أعلم أو أدري أن أي جندي مد يده على أردنية سوف أكسرها، وإذا أعلم أو أدري أن أي جندي وجه سلاحه على أردني سوف أعامله معامله الخائن، نحن لسنا نازلين على أعداء، بل لنحافظ ونضبط خللا معينا". عندما سمع أهل معان ما قاله القائد العرمرم ابن الأردن قابلوا الطيب بالطيب، وحين انتهت المهمه، حضر المغفور له الحسين بن طلال وقال له: أنا حضرت لك لأشكرك على حسن تصرفك وحنكتك وحكمتك.
أحمد باشا القرالة... فارس من فرسان الوطن، مبدع وحاد الذكاء، تجسد في شخصيته الشموخ، واعتلت نفسه صهوة الكبرياء المطوقة بالتواضع والبساطة، نظيف اليد عف اللسان، طيب الخصال، فلا تكفيه كلمات الشعراء وصفا، ولا تراويد النساء فرحا، وهو بركان إذا انفجر في وجه العدو، وبسمه دامعة حد الانعتاق إذا ما لامس قلبه بكاء طفل وصرخة امرأه ثكلى.
تحية مجللة مقرونة بالدعاء للعلي القدير أن ينعم عليه بنعمه. الوافرة، وفيوض محبته السابغة، وأن يوفقه إلى ما يحب، وأن يعطيه حتى يرضى.