بقلم العميد المتقاعد الدكتور المهندس حاكم الفلاحات
تتمثل إحدى الطرق الرئيسية التي غالباً ما ينتشر خلالها ڤيروس كورونا (كوفيد-19) في الرذاذ التنفسي الذي يقذفه الأشخاص عندما يتحدثون أو يسعلون أو يعطسون، بالإضافة إلى ملامسة الأسطح الموبوءة، فإننا ندرك الآن أن الڤيروس يتمكن من الانتشار كذلك عن طريق الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض، مما يعني أن بعض الأشخاص يمكن أن يكونوا ناقلين للعدوى وهم لا يدركون ذلك، وهذا أحد الأسباب التي تجعل التباعد الجسدي أمراً مهماً للغاية في الأماكن المكتظة، وبسبب تعذر أن نبقى دائماً متباعدين في تلك الأماكن يُوصى باستخدام كمامة قماشية وهي خط الدفاع الأول في مثل هذه الظروف لنقي بعضنا البعض من خطر الإصابة.
من خلال ملاحظاتنا في الأماكن العامة أن نسبة ارتداء الكمامات ارتفعت وخاصة بعد حديث جلالة سيدنا الأخير، والذي حث فيه على الالتزام بارتداء الكمامات، للأسف ما زال عدد من الأشخاص لا يلتزمون في ارتداءها والذي بالتالي يسئ الى صحة الآخرين بنقل العدوى اليهم من دون ادراك اصابتهم.
إن هذا السلوك غير الآمن وغير الحضاري يرفع من عدد الحالات ويزيد الأعباء على المعنيين، ويرهق المستشفيات والمراكز الصحية، كما يشغلها عن القيام بالواجبات الطبية الأخرى، ناهيك عن الأعباء المالية التي اثقلت كاهل الحكومة والقطاع الخاص معاً، ولا ننسى التأثير النفسي والاجتماعي والمادي على المواطنين أنفسهم.
خلاصة القول يجب أن نكون أكثر حرصاً ووطنية وواقعية ووعياً ومسؤولية، والبعد عن اللامبالاة بهذا الوباء وبأخطاره المدمرة التي لا تخفى على أحد، بهدف حماية الأرواح والاقتصاد بالالتزام بالإجراءات الوقائية المعتمدة للعودة إلى نظام حياتنا الطبيعية.