بقلم الدكتور محمد سلمان المعايعة/ أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.
من أرقى شيم الحكماء والنبلاء والكرماء التي تناقلتها مدراس الفقهاء والوجهاء والشيوخ هو إصلاح ذات البين وجبر الخواطر وتطيِب النفوس وزرع مشاعر الود والمحبة والتسامح بين الناس التي هي من أحد أصول ديننا الحنيف وأهدافه ومقاصده النبيلة .
نقول ذلك بعدما أبهرنا به سعادة الشيخ طلال الماضي بدعوته الإنسانية النبيلة التي أسعدتنا وأسعدت أبناء المجتمع الأردني، وهذا ليس غريب عليه لأنه من أبناء الحكماء والنبلاء الذين تشدُ إليهم الرحال طلباً للأمن والأمان والكرامة الإنسانية، ومن شيمهم الإصلاح وإجبار الكسر قبل وقوعة لقوة البصيرة والحكمة لديهم، فجاء ذلك الغصن الذي تربى في شجرة قبيلة العيسى بعراقتها فهبت علينا محاسن الأخلاق والشهامة والنخوة، وذلك بدعوته لإصلاح ذات البين بين عشائر الصريح في محافظة إربد الكرام الأعزاء على قلوبنا...
هذه العشائر الأردنية التي تعد أحد أركان الدولة الأردنية بما قدمت وضحت بتقديم الأجواد والأغلى والنفيس بدماء أبنائها للذود عن حمى الوطن لتبقى شمس الوطن مشرقة، ولمجد وشهامة هذه العشائر ، فمن حقها علينا أن نقف معها بما أصابها نتيجه هذا الخلاف الذي حصل بفعل نوازع الشيطان فحصل ما حصل ...
فجاءت دعوة الشيخ الماضي إلى شيوخ وحكماء ونبلاء عشائر الصريح في محافظة إربد وما أكثرهم لتطويق هذا الحدث ! ... وكلهم شيوخ من أهل الأرث الحضاري والعشائري ، وأهل الفقه ممن زهى تاريخ الأردن بهم إلى ضبط النفس والتحلي بالصبر الجميل وايزان الأمور بميزان العقل السليم وما أكثر الحكماء والوجهاء والشيوخ في الصريح وفي محافظة إربد ممن لديهم القدرة على احتواء هذه المشاكل التي حصلت وراح ضحيتها ما نأسف عليهم وخسارة للوطن....
نعم هذه الدعوة الإصلاحية من سعادة الشيخ طلال الماضي بحاجة لروافع ودعائم من حكماء ونبلاء شيوخنا من العشائر الأردنية ومن أهل الأرث الحضاري والعشائري لتطويق هذا الحدث الذي أصاب أخواننا الكرام في الصريح وأوجع قلوبنا لكنها إرادت الله سبحانه وتعالى....
الشيخ طلال الماضي أحد عناوين الإصلاح في أردننا الحبيب ومن العظماء عمالقة الفكر والمعرفة وبيوت الخبرة في القضاء العشائري الذين لهم بصمات مميزة في إصلاح ذات البين بين الناس والسعي لإسعاد العباد بما أجاد اللة عليه من الفصاحة والبلاغة والفطنة في القضاء العشائري ، نستذكر اليوم بالفخر والاعتزاز هذا الحكيم لأنه يحمل بذرة طيبة إصلاحية بقيت بصمات أياديه مفاتيح للخير ومغاليق للشر..
هذه القامة الوطنية التي ننحني لها احتراما وتقديرا لما تحمله من فضيلة وعفه وطهارة لا يمكن ان تُستبدلّ محبتها ومعزتها في قلوبنا ، لأنه يُعد من الجواهر في أفعاله التي لا يصدر عنها إلا الضياء والنقاء والصفاء، هكذا أنتم سعادة الشيخ طلال الماضي في الميزان ، في الكفه الراجحة بالقيم الأصيلة والثوابت الإنسانية التي لا تتغير بتغير الأزمان والأحوال والمصالح لأنكم من أهل المباديء الثابته التي لا تتغير لأنها جزء من عقيدتكم وايمانكم، لذلك لا نستغرب أن تهب علينا نسائم الروائح العطرة فتعبق أرواحنا وأنفاسنا بهذه الروائح الجميلة ذات الجاذبية الطبية وخاصة عندما تكون في تطيب النفوس والخواطر وما أجملها عندما يكون فارسها الشيخ طلال الماضي .
فنقول بأن الإنسانية رتبة عاليه يصل اليها الإنسان نتيجة أفعاله الطيبة او منزلته العلميه أو الاجتماعية التي تساهم في رقي ونهضة المجتمع...وأنتم سعادة الشيخ طلال الماضي ممن وصلتم لهذه الراتبة الإنسانية بفضل منزلتكم العشائرية وتساع إفُقكم المعرفي في الفقه العشايري الواسع لأنكم وصلتم لمرحلة النضج والاتزان الفكري القادر على الإصلاح لكثير من الزوايا الغامضة..فأنتم ركن أساسي من أركان المنظومة المعرفية والفقهية والبوصلة ألتي تحدد الإتجاه بدقه لمن يبحثوا عن مواطن العلم والمعرفة والإبداع والإصلاح لتقديم أفضل الخدمات للوطن والمواطن وأنتم ممن نذر نفسه للإصلاح واحقاق الحق بالعدل وانصاف المظلوم والملهوف لتحقيق الكرامة الإنسانية التي يدعو لها ديننا الحنيف ...فقد عرفناكم بابا يدخل منه الخير...ونافذة يدخل منها الضوء...وجدارا يُسند رؤوس المتعبين....ومرجعاً فقهياً لطلاب العلم...تحملوا معكم الخير تنثرُوه أينما ذهبتُم....فستحقيتم وسام التميز والرتبّ الإنسانية المميزة التي طاولت النجوميه بفضل نجوميتكم الاستثنائية المُلىء بالتواضع والسماحة والرقي..الرقي في المبادئ والقيم الأصيلة التي نبحث عنها فوجدناها في مضاربكم قبيلة العيسى تعلو بعلو مكارمكم فأنتم أصحاب مدرسة مرجعيه في التواضع والعراقه والمجد والشهامة والنخوة ..
فجمال أخلاقكم زرع فينا أثراُ صادقاً يصعُب أن يزول !! ففي سيرتكم ومسيرتكم الكثير من القيم الوجدانية التي أعطت شيئا من القداسة على أفكاركم ومنهجكم الإنساني النبيل كنموذج يقتدي به.
ففي كل مناسبة لها كراسيها وزعاماتها وأسيادها التي لها حرف ولغة إذا تحدثت ولد مع حديثها الحكمة والموعظة نستذكر أصحاب المحطات الإنسانية النبيلة ذات الجاذبية الأخلاقية التى جعلتنا ننشد إليها ولا نرغب بمغادرتها لسمو أخلاقها.. هكذا أنتم في الميزان فندعو الله لكم بالخير... وندعو الله أن يأخذ بأيديكم لإصلاح ذات البين بين إخواننا الإجلاء الكرام في الصريح وأن تهدأ النفوس ويعم الوئام والتسامح وتطيب الخواطر بين أهلنا، َوأن يبارك فيكم ويوسع عليكم ويرزقكم البركة في كل شيء ، وأن يحفظكم من كل مكروه ويمن عليكم بنعمة الأمن والأمان وراحة البال ويجعلكم دايماً نافذة من نوافذ الإصلاح وجبر الخواطر ...متمنيا لكم حياة كلها محبة وسعادة دائمة بأذن الله تعالى.