أيتها الأرواح الطاهرة الراحلة إلى السماء، يكفيكم من عظيم فضله وواسع رحمته وفيض كرمه أنكم أحياء عند ربكم ترزقون ..
سائد ... ذاك الفتى الأبيُّ الباسل الذي أرخى حمام الموت عنانه على سني عمره الجميل، ليجعل منها حكاية ليست عابرة، بل خالدة تتطاول بها الأجيال جيلا إثر جيل .
إسم الله عليك ... يا ابن أمي، استميحك عذرا أن افيقك من غفوتك لنقرؤك السلام ونقرأ على روحك السبع المثاني ..وأنت والله أكرم منا جميعا... أنت وصحبك الذين ما كان الوطن عندهم ...إلا عروسا حسناء مهرها الدم وعمر الشباب .... ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر .. فبذلتم له ارواحكم الثمن والمهر، فهل بعد هذا البذل بذل وعطاء ؟.
تمر نسائم ذكراك وقد تجسدت في فؤاد أمك لوعة أم موسى، وتزاحمت في روح أبيك معاناة يعقوب، وهو يجد ريح يوسف وريح يوسف لا تأتي نسائمها إلا لقلب كان هواه يعقوبا ..
يا ابن أدر ... لقد صنعت أنت وزملائك معروفا لن ينسى، حين جنبتم الاردن شرا مستطيرا كان يود العابثين الضالين المضلين نشره في ارجاء الوطن، فلله در غيابك ... فهو حضور دائم في النهى وفي وجدان كل أردني ..
يا أبا عون ..
اخبرهم .. أننا الطيب والجود إن جاورنا الطيبون، ونحن البارود ان مسنا الغضب، أخبرهم أن السلام نحن إن مدوا أياديهم ... ورماد الموت إن هم منا اقتربوا، علمهم أن الوطن شماغ أردني فيه بياض العيش للطالبين، وفيه حمرة الدم إذا ما هم نشبوا..
ونعدك بأن طوفان الثأر سيقى هدارا وإن جنادب القفرة سيدوسها رفاقك بالأقدام .
فسلام على روحك الطاهرة الزكية وقد أفلح من زكاها ..