نظّم مجلس زايد لأصحاب الهمم التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، مساء أمس الثلاثاء، عبر تقنية الاتصال المرئي "زووم"، الملتقى الخليجي لأصحاب الهمم 2020، تحت عنوان "أفضل الممارسات والتجارب في رعاية أصحاب الهمم"، بحضور سعادة خالد الظنحاني رئيس الجمعية وهدى الدهماني نائب الرئيس مديرة الملتقى، وعدد من المختصين وأولياء الأمور وجمهور كبير.
شارك في الملتقى كل من حيدر طالب، الأمين العام للاتحاد العالمي للمعاقين، والدكتورة معصومة حسن عبد الرحيم عضو مجلس النواب البحريني، والاستشارية التربوية الدكتورة زينب علي الحساوي من الكويت، والمدرب التقني عيسى بن سالم الحضرمي من سلطنة عمان، والباحث صالح عطوي العطوي من السعودية، وكلثم عبيد المطروشي رئيس فرع الفتيات بنادي الثقة للمعاقين بالشارقة، والأخصائية الاجتماعية الدكتورة أسماء محمد الدرمكي من الإمارات.
وناقش الملتقى مجموعة من المحاور وأوراق العمل مثل، "الخدمات المقدمة لأصحاب الهمم بين المدارس ومؤسسة الخدمات الإنسانية في الإمارات"، ومبادرة "خمسة في خمسة" الإماراتية، و"ذوي العزيمة بين الإنجازات التنفيذية والتشريعية في مملكة البحرين"، و"تجربة منصة التعليم الإلكتروني للأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عمان"، و"تجربة علاج ذوي الهمم باستخدام رياضة الفروسية في الكويت" ومبادرة "أنا أقدر" السعودية.
وأوضح سعادة خالد الظنحاني رئيس الجمعية، في افتتاح الملتقى، أن أصحاب الهمم جزء عزيز من نسيج مجتمعاتنا، لهم قدرات وطاقات يجب احترامها والعمل على توفير بيئة خصبة ومحفزة تلبي متطلباتهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم، وتسهم في تطوير مهاراتهم وتعزز تمكينهم في المجتمع.
وأكدت هدى الدهماني مديرة مجلس زايد لأصحاب الهمم، في مستهل الملتقى، أن الملتقى الخليجي لأصحاب الهمم 2020 فرصة مهمة لتسليط الضوء على أنجع التجارب المتبعة خليجياً في تحقيق الرعاية الشاملة والمستدامة لأصحاب الهمم، ودمجهم في المجتمع وإطلاق طاقاتهم وصقل مهاراتهم.
ونوه حيدر طالب إلى ضرورة تمكين أصحاب الهمم، للوصول للقمم، حيث قال "يجب أن يكون هناك تمكين مجتمعي لذوي الهمم بتقديم أفضل الخدمات للاستثمار الأمثل في قدرات هؤلاء من خلال خلق بيئة إيجابية تمكنهم رياضياً وثقافياً واجتماعياً من إبراز دورهم المجتمعي للارتقاء بهم".
وأكدت الدكتورة معصومة حسن عبدالرحيم، على حرص قيادة مملكة البحرين على الارتقاء بالأشخاص من ذوي العزيمة وتوفير أفضل الخدمات لهم، وأضافت "لعل من أبرز المبادرات الداعمة لهذه الفئة، بطاقة "لست وحدك" التى تمنح ذوي الإعاقة عدة امتيازات للاستفادة منها في مختلف المجالات، فضلاً عن تمسكنا في مجلس النواب بمقترح تدريس لغة الإشارة في جميع المدارس و للمراحل كافة لنخلق مجتمعاً منفتحاً ناضجاً في التعامل مع هذه الشريحة المجتمعية".
فيما ركزت الدكتورة زينب علي الحساوي في مداخلتها على أهمية الفروسية في مساعدة ذوي الإعاقة وتحقيق اندماجهم مع محيطهم، حيث ذكرت "تلعب الفروسية دوراً هاماً جداً خاصة مع ذوي الإعاقة ممن يعانون من توتر عضلي، وهي تساهم في تطوير قدرة الشخص على الانتباه والتعبير عن متطلباته، كما تساهم الفروسية في تحسين التوازن، وهي رياضة مهمة لفئة التوحد حيث تساهم في تطوير المهارات".
وتوقف عيسى بن سالم الحضرمي، عند قيمة التقنيات الحديثة في خلق مناخ تعليمي واعد لذوي الإعاقة، وقال "إن توفير منصة تعليمية الكترونية وإتاحة بيئات تعليم افتراضية أسهم في وصول ذوي الإعاقة لمصادر معلومات مختلفة في أي مكان أو زمان".
وركز الباحث صالح العطوي في مداخلته على قيمة إدماج أصحاب الهمم في الحياة الأجتماعية، وقال "يجب تكريس النظرة الإيجابية بين أصحاب الهمم وبقية المجتمع وإضفاء الانطباع الإيجابي على مشاركاتهم في الفعاليات الاجتماعية والتطوعية إضافة إلى تولي أصحاب الهمم للمسؤوليات الإدارية في الفعاليات المجتمعية مما يعزز ثقتهم بأنفسهم وثقة بيئتهم بهم."
من جهتها، استعرضت الدكتورة أسماء محمد الدرمكي، دور مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في دعم أصحاب الهمم، وشددت على قيمة الدمج في خلق فرص متكافئة في التعليم، حيث يسهم الدمج في تهيئة وإنشاء مجتمع يؤمن بالتعليم الدامج ويمنح ذوي الإعاقة فرصة التعلم في بيئة تنمي القدرات وتطلق الطاقات".
واختتمت كلثم المطروشي الملتقى بالتأكيد على أهمية توفير بيئة إيجابية تطلق طاقات أصحاب الهمم على المستوى الرياضي والثقافي والاجتماعي مما يجعلهم في أعلى القمم، مشيرةً أنه يجب العمل على تأهيل أصحاب الهمم للمشاركة الفعالة في المحافل الرياضية المحلية والإقليمية والدولية بهدف استدامة التحسين المستمر لرأس المال البشري الذي يحقق الإضافات النوعية."