قيض لي قبل ايام الاطلاع على الجزء التاسع لموسوعة عمان ايام زمان اصدار خاص بمناسبة مئوية المملكة – مرور مئة عام على تأسيس الدولة الاردنية الحديثة – لمؤلفه المؤرخ الاستاذ عمر العرموطي ابن مدينة عمان وخازن تراثها المعرفي المكاني والزماني وحارس نبضها وروحها وتاريخ رجالاتها - والكتاب يقع في حوالي سبعماية صفحة – ويحتوي على معلومات تاريخية وسير لشخصيات اردنية عربية عاصروا نشأة وتطور الدولة الاردنية وكانت لهم مساهمات في مجال من مجالات بناء الدول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية وكان لمدينة عمان نصيب الاسد في النهضة العمرانية والاقتصادية والحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي شهدة الاردن منذ التأسيس وحتى الان .لقد كانت عمان وماتزال موئل الاحرار وملجأ الثوار وارض الحشد والرباط ومدينة الانصار والمهاجرين تجسد هذه المدينة اروع معاني الوحدة والعيش المشترك والتسامح والمحبة انها ارض الوفاق العربي ومدينة الحب الاخوي كل من دخلها وعمل لها اصبح ابنا بارا بها تعطيه الدف والحنان ويعطيها الانجاز والعطاء فاصبحت عمان عاصمة بحق لكافة ابناء الضاد موطنا ورزقا وقبل هذا وذاك مشروع نهضة يقتدى لامتنا العربية والاسلامية لقد بذل العرموطي جهدا كبيرا في عملية جمع المعلومات والتي اجزم ان عدد كبير لايعرفها عن تاريخ عمان وحاراتها وشوارعها وجبالها ومبانيها وادراجها وجسورها وانفاقها ورجالاتها لقد ارخ لمدينة عمان من خلال اللقاءات والمقابلات العديدة مع شخصيات عمان كان لهم دوربارز في نهضة الاردن وتقدمه " تمر الايام وتطوى السنوات كطي الكتاب على مدينة عمان والاردن بشكل عام وتذهب فيها الاحداث وتختفي وجوه اصحابها وتمحى تفاصيل وقائعها فتأتي اجيال وتروح فان لم يكن هناك تسجيل او تدوين لما مضى ولما سيكون فمن اين تأتي الوقوف على ما انقضى " سيرة الافراد في كل الميادين هي تاريخ للامة وتسجيلها هو توثيق لذاكرة الامة لكي تقول للابناء هنا كان اباؤكم يقفون ومن هنا عليكم الاستمرار في تشيد مداميك البناء واستكمال الدور من اجل تقدم الاردن وتطوره ونهضته .موسوعة عمان جهد تعجز عن جمعه مؤسسات متخصصة يقوم به شخص واحد تستحق هذه القامة الوفية لعمان كل تقدير وتكريم من الجهات الرسمية ففي بلدنا فالوفاء للاردن من قبل الافراد يجب ان يقابل بوفاء اكبر منه من قبل الدولة حتى يستمر عطاء الرجال ودون توقف – وكل مانتمناه للمؤرخ عمر العرموطي في هذه الاطلالة السريعة ان يديم المولى عز وجل عليه باالصحة والعافية والعمر المديد .وسلمت اليد التي تعمل وتعلي مداميك الوطن عمرانا وفكرا وثقافة وتاريخ .