إبّان متابعة خطابات السادة النواب للثقة بالحكومة نلاحظ أنها تتباين بين اﻹستعراض والخطب الرنانة من جهة، فمروراً بلغة المطالبية والمناطقية عند البعض، وتسجيل المواقف للتاريخ، والنقد والتجريح والسلبيات، ووصولا للإستهزاء والتهريج عند البعض، إلا من رحم ربي من القلة القليلة؛ بالإضافة إلى إتهام البيان الوزاري بأنه لا يختلف عمّا سبقه من بيانات حكومية سابقة:
1. الكل يعلم بأن مشكلتنا وتحدياتنا إقتصادية، وكنا نتمنى من السادة النواب المحترمين مشاطرة الحكومة وبتشاركية بطرح بعض اﻷفكار للخروج من عنق الزجاجة اﻹقتصادي وطرح أفكار لحل معضلة البطالة والمساهمة في تخفيف بؤر الفقر في المحافظات.
2. كنا نتوقع أن يصدع السادة النواب للتوجيهات الملكية في خطاب العرش صوب التشاركية والتعاون مع الحكومة ﻹقتراح حلول خلاقة وإبداعية لبعض التحديات التي نواجهها، لا اﻹكتفاء بسيل من اﻹنتقادات فقط! فالهم للوطن كله ولا فرق فيه بين حكومة أو نواب أو شعب!
3. قلة قليلة من السادة النواب تطرقوا خارج حدود مناطقهم، وتحديداً غاب نسبيا الحديث في السياسة الخارجية والتحالفات الدولية والإقليمية وطرح الحلول الواقعية وغيرها؛ وغاب أيضاً التركيز على القضية الفلسطينية كقضية مركزية.
4. جلّ الخطابات كانت إستعراضية ورنانة وموجهة للشارع لدغدغة عواطفه الناس والشوفية كالذي يتحدث عند حائط المبكى! وبرز بوضوح نهج الخطب الإستعراضية والشوفيّة من واقع الحال؛ وستتغير الأمور حال التصويت بعد الإستماع لرد الحكومة.
5. كنا نتمنى تركيز السادة النواب على القضايا الوطنية الملحة لا التقوقع في المناطقية والمطالبية أكثر من الشأن العام وخصوصاً أن خطابات الموازنة قاب قوسين أو أدنى.
6. هنالك قيم مضافة من بعض الخطابات النيابية وتستحق تضمينها من قبل الحكومة في خطاب الرد وخطة عمل الحكومة؛ وهذه الخطابات تسجّل في ميزان وطنية النواب الذين ألقوها.
7. تجلت الفردية وبعض الكتل وغابت الطروحات الحزبية في خطابات السادة النواب، ونعلم أن سبب ذلك اﻹفرازات اﻹنتخابية؛ بالرغم من وجود بعض الكتل النيابية الهلامية.
8. ندرك بأن بعض النواب المستجدين بحاجة للتدريب على الخطابات في أول إستعراض لهم تحت القبة! ومع ذلك بعضهم أبلى بلاء حسناً وآخرين إستعرضوا وبعضهم تلكأ ولم يفلح وقلّة أبدعوا في توصيف المشهد الوطني.
9. نحتاج إلى أن يضع السادة النواب أنفسهم مكان الحكومة لتكون طروحات البعض منهم أكثر واقعية، ونحن على يقين بأن كثير من مستعرضي الخطابات سيمنحون الثقة وتفوز الحكومة بقرابة ثلثي أصوات المجلس؛ وبعض النواب سيغيّر موقفه بآخر لحظه؛ ولكن المطلوب الواقعية في توصيف الحالة الوطنية والإقليمية وإنصاف الإنجازات الوطنية.
بصراحة: الوطن بحاجة الجميع حكومة ونواباً، ونحتاج ليكون الجميع في خندق الوطن لا يعزفون على أوتار المصالح الشخصية أو المآرب اﻵنية، ونتطلع لتشاركية أكثر بين مجلس النواب والحكومة.