لقد مر زمنٌ ليس بالقليل على مسمى عنوانه ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتفاصيله أرهقت كاهل المحتاج وذويه ، ولقد تتبعنا ولقد مر بنا ، وبالشعب الأردني صوت هذه الفئة ، والتي بدأت تلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي ، في كثير من تفاصيل ما يمر بها من معاناة، وإن المتعمق في بواطن وتفاصيل الحالات ليجد ما يندى له الجبين من بروتوكولات وبرامج ذات عناوين كبيرة أطلقتها المؤسسات ، ذات العلاقة بهذا الشأن ولا متابعة حقيقية لأهم ما تعانيه هذه الشريحة الغالية على قلوبنا وعلى قيادة هذا الوطن، والتي ما انفكت ابدا تدعو وفي كل مناسبة ومحفل على المستوى الداخلي ، والخارجي إلى ايلائهم كامل العناية والرعاية ، والاهتمام ولا ننكر بعض الانجازات في هذا المجال ، ولكن الناظر لحجم التمويل ، الذي يدخل إلى صناديق المنشآت، والمؤسسات التي أسندت إليها خدمة هذه الشريحة ليجد نفسه ، أمام اكبر الأسئلة ، واعظم الاستفسارات حول ما يخرج على السنة المنتمين لهذه الفئة ، من المناشدات الكثيرة والتي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي شارحين فيها معاناة وتفاصيل اشكاليات لا تكمن أبدا في اهتمام القيادة الهاشمية
بهم بقدر ما تكمن في تفاصيل الخدمة والرعاية والاهتمام.
لأن الشيطان لا يختفي الا في التفاصيل فلا متابعة فاعلة لبرامج إعداد ورعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة كما يجب ولا اقتراب حقيقي من تفاصيل دقيقة يصعب احيانا ومن منظور إنساني وأخلاقي الحديث عنها عبر الإعلام او مواقع التواصل لكن الحقيقة التي تشعرك بمرارة الموقف وصعوبة الحال تترك أثرا عميقا فصمت هؤلاء يزيدهم معاناة فوق معاناتهم .
الكل يعلم بأن من بين هذه الشريحة قامات، وابطال وكفاءات وطنية وهامات رفدت الوطن بكل ما هو إيجابي ولكن مع كل هذا يبقى التسويق الاعلامي والتروبج لحالات منفردة من هنا وهناك ، وكمن يريد أن يغطي الشمس بغربال فهناك بين الأزقة وفي أطراف الوطن، من يعيش أسوأ الأوضاع المعيشية الذي لا سمح قدر الله له بأن يعمل كباقي البشر في توفير متطلبات عيشه ومستلزمات حياته وصعوبة حالته ولا اهتم مسؤول به او تابع حالته ، ولو على الأقل ، وفق البرنامج المعلن للاهتمام والرعاية والذي نقرأه سطورا وحبرا على ورق مع الأسف .
إن الدعوة باتت ووفق انتشار مقاطع الفيديو حول كل معاناة على حدى والتي باتت تغص بها مواقع التواصل الاجتماعي لا ينبغي لها أن تتجاوز دعوة القيادة الهاشمية للاهتمام والرعاية الحقيقية وليست الصورية ، بهذه الفئة العزيزة ، والغالية على قلوب كل الأردنيين ، والذين لهم كل التقدير والاحترام وبرغم ما هم يعانون منه، او اعلنوه على مواقع التواصل الا أن بعض ما وصلنا منهم ، ليدعو وباسرع وقت لإعادة هيكلة في برامج او حتى الكوادر التي انيطت بها مسؤولية الاهتمام بهؤلاء .
فهل سيلتفت المسؤول لهذه الصرخات، والمناشدات أم يخرج علينا بالعناوين ، تاركا الشيطان يكمن في التفاصيل هو سؤال برسم المسؤول المعني وبرسم أنصار هذه الشريحة الغالية .