اتخذت موريل باوزر عمدة مدينة واشنطن عدة إجراءات احترازية في ضوء تزايد تحذيرات التقارير الاستخباراتية من تخطيط الكثير من الجماعات اليمينية المتطرفة، من أنصار الرئيس دونالد ترامب.
وأعلنت باوزر حالة طوارئ عامة في المدينة حتى يوم 21 يناير الجاري، وهو ما يمنح حكومة واشنطن المحلية سلطات إضافية، ويمكنها من حشد المزيد من الموارد.
ومن الإجراءات التي يمكن لعمدة المدينة اللجوء إليها: الدعوة إلى عمليات الإجلاء، أو فرض حظر التجول، وإغلاق المرافق العامة، وقد بدأت بالفعل بتوقف مترو الأنفاق في 13 محطة تقع في محيط الكونغرس والمحكمة العليا ومنطقة الكابيتول والبيت الأبيض، على أن يعود العمل لطبيعته يوم 22 من الشهر الجاري، وتحولت شوارع العاصمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.
ومن أبرز المشاهدات التي يمكن ملاحظتها هو اغلاق حكومة العاصمة المنطقة المعروفة باسم المول the Mall الممتدة بالطول من مبنى الكونغرس الرئيسي (الكابيتول) وصولا إلى النصب التذكاري للرئيس إبراهام لينكولن. وأغلق كذلك الكثير من المداخل المؤدية لهذه المناطق.
كما لوحظ خلو الفنادق الواقعة داخل نطاق الغلق من النزلاء، وأحيط فندق ترامب الواقع في جادة بنسلفانيا بين البيت الأبيض ومبنى الكابيتول، والذي من المنتظر أن يمر منه موكب الرئيس الجديد الاربعاء القادم، بالكثير من الحواجز الحديدية والمعدنية.
من جانب آخر يصعد الناشطون وممثلو عمال الفنادق ضغوطهم على ملاك الفنادق داخل واشنطن لإغلاق أبوابهم، محذرين من المخاطر الصحية والأمنية المحتملة التي يشكلها المتطرفون اليمينيون الذين قد يقدمون إلى المدينة للاحتجاج. وكان موقع تأجير المنازل والغرف Airbnb قد أعلن مساء الأربعاء الماضي إلغاء جميع الحجوزات في واشنطن خلال أسبوع التنصيب، ويوافق الاثنين القادم، 18 يناير، مناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية لمولد زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، وهو يوم عطلة فدرالية. ولن تشهد واشنطن الاحتفالات والمسيرات التقليدية لهذه المناسبة.
جنود مسلحون
وتشير تقارير إلى وصول أعداد قوات الحرس الوطني بالعاصمة إلى أكثر من 15 ألف جندي، وهو ما يزيد على مجموع القوات الأمريكية بالعراق وأفغانستان معا، وانتشر آلاف الجنود حول الكونغرس، وسط تجاهل واضح لقواعد التباعد الاجتماعي، وتم تأمين مباني الكونغرس المختلفة، والتي تمتد عبر عدد من الشوارع في الجنوب الغربي والجنوب الشرقي من واشنطن، كما رصد حمل كل الجنود أسلحة آلية، ووجود عدد من المدرعات، واستخدام بعض الجنود كلاب الكشف عن المتفجرات.
نصب الحواجز
من ناحية أخرى، لا تتوقف عملية نصب المزيد من الحواجز الحديدية الضخمة حول الكثير من المباني الفدرالية بالعاصمة، وفي المنطقة الممتدة أمام مبنى الكابيتول، حيث يتجمع تقليديا مئات الآلاف للاحتفال كل 4 سنوات بتنصيب رئيس جديد، لا تتوقف الاستعدادات لحفل التنصيب رغم توقع عدم السماح للمواطنين بالقدوم للمنطقة ومشاهدة الرئيس يؤدي القسم، ويستمعون لأول خطاب له.