ما أود قوله بأن العطر ليس ماء الورد، وليس العنبر ورائحة الأزهار، العطر هو قلوب تنبض بالطيب ، وأرواح يفوح منها العبير، عبير التسامح والصفاء عبير المودة والاحترام......فالعطر هو جوهر الإنسان الجميل أمثالكم، ولهذة الشخصية الرائعة نقول بأنه من الحكم والأقوال ذات المعاني الطيبة بأن يكون الإنسان شامخاً في التواضع.. ومتواضعاً في الشموخ... فتلك واحدة من صفات العظماء الكبار .. فإذا كان لكم قلب رقيق كالورد.. وإرادة صلبة كالفولاذ.. ويد مفتوحة كالبحر.. وعقل كبير كالسماء.. فهذا التفاؤل والإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز والإبداع ، فلا شيء يمكن أن يتم دون الأمل والثقة بالنفس... هكذا أنتم واحداً من الذين يتركون أثراً في نفوس من يلتقون بهم من أول مرة، فمن سمات وملامح شخصيتكم التواضع، والتهذيب، وقريب إلى النفس، تُحسن الإستماع ، صاحب فراسة عالية وذكاء متوقد ذو ثقافة ناضجة تتقن لغة الحوار ، ولديكم البراعه في سياسة الأحتواء للصغير والكبير كالوعاء المتسع يحمل الجميع، عرفناكم واعظاً في التربية والأخلاق الطيبة فكانت المخرجات على قدر كبير من الأتزان والنصوج الفكري والثقافي كمثل البذرة التي زرعت في تربه طيبة ورويت بماء صالح جاءت شجرتها كبيرة وفاق نموها غيرها، كثيرة الثمار حلوة المذاق، وعرفناكم إماما عادلاً وسيفا بتاراً في قول الحق... ومع بساطتكم الظاهرة في تواضعكم الإنساني الجم، صاحب شخصية آسرة مؤثرة لا تقتحمها العين.
فأنتم تمتلكون أرواح نادره جداً نجــدها بمظــهر التواضــع عندكم ، وبمحتوى باهض وراقٍ وتنعمون بهدوء النفس ، لأنكم تمتلكــون كنــز القنــاعة والرضا، فسلام ٌ لكم يا أصحاب الأرواح الجميلة بطيبها وقيمها الأصيلة ونبل أخلاقها التي تأسر القلوب والأرواح... فأقول للذين مقامهم في مقلتي ماضرنا إذ ناءت الأميال ،ففي كل يوم تكبرون بداخلي كالزهر يُورق في الحياة جمالُ .