ما أن وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين _حفظه الله ورعاه _إلى ضرورة إعادة فتح القطاعات بعامة وتحديدا المدارس وعودتها للتعليم الوجاهي بشكل تدريجي ومدروس حتى سارعت وزارة التربية والتعليم للإعلان عن إجراءات العودة بتفاصيلها الدقيقة التي تعكس الجاهزية العالية وقدرة وزارة التربية على التماشي مع المستجدات بكل اقتدار .
إن سرعة الاستجابة للتوجيهات الملكية هذه تعكس مدى الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة التربية ومنذ بدء الجائحة لضمان استمرارية التعليم والاستعداد التام للتطورات التي تفرضها الجائحة سواء في تفشيها أو انحسارها من حيث التحول للتعليم عن بعد أو العودة للتعليم الوجاهي الذي كان هو محط أنظار الجميع والأمل الذي يحلم به أبناؤنا الطلبة وذويهم والمجتمع بأسره وهو خيار وزارة التربية والتعليم الأول متمازجا مع التعليم الإلكتروني لضمان تطوير العملية التعليمية لتحقيق رؤية الوزارة ورسالتها.
فالتعليم عن بعد كان هو البديل الوحيد لضمان استمرارية الطلبة في تعليمهم ، وبرغم الفارق الكبير في الأثر والنتائج مقارنة مع التعليم الوجاهي إلا أن له الكثير من الإيجابيات التي قد لا يتمكن التعليم الوجاهي من توفيرها كاملة .
التعليم عن بعد بداية عصر جديد من التعليم الرقمي المستدام فائق المرونة وسريع النتائج ، ويعد توليفة مرنة وذكية من التعليم المتزامن.
وهو يعد نظام عصري ومتطور، يتماشى مع عصر السرعة، ويساعد على مواجهة تحديات المدارس في زيادة نسبة غياب الطلاب والتسرب الدراسي، واكتظاظ الصفوف ويسهم في تقليل الهدر في الموارد المادية والبشرية ، كما ويوفر نظام متابعة دقيق لمستوى تقدم الطلبة أكاديميا .
ويعمل التعلم عن بعد على تنمية مهارات الطلبة في التعلم المستقل والتعلم الذاتي، ويكسبهم مهارات شخصية، وينمي مهارات الاتصال والتواصل ، وهو فرصة رائعة لخلق منظومة تعليمية متطورة تتماشى مع التقدم المتسارع في العالم، فضلاً عن أنه يستشرف المستقبل في حقبة العصر الرقمي من أجل التصدي للأزمات بالذكاء الرقمي والتدابير التكنولوجية الفائقة السرعة.
ويعتبر فرصة لتحقيق استدامة الموارد التعليمية، وخلق مواد تعليمية متطورة تعطي الفائدة للطلاب في جرعة مفيدة وممتعة وسريعة وسهلة الاستيعاب، إضافة إلى أنه يساعد على اكتشاف البراعة الرقمية للطلاب في مرحلة الطفولة المبكرة، وينمي الطلاقة الرقمية لديهم، ويخلق جيلاً جديداً يتعامل مع التكنولوجيا بإيجابية، وفرصة لتنشئة جيل يتعامل مع التكنولوجيا الرقمية بطرق ومسارات مفيدة .
و يعتبر مثالاً حقيقياً لتحويل التحديات إلى فرص لممارسة التعليم بالتعلم الذكي والتقني، بما يضمن إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
لذا فالعودة للتعليم الوجاهي لا تعني أبدا الاستغناء عن التعليم الإلكتروني الذي قطعنا فيه شوطا كبيرا ما كنا سنصل إليه لولا أن فرضته الجائحة علينا رغما عنا ، حيث كان يعد قبل ذلك من الكماليات التعليمية ، وهي دعوة لاستمراريته متمازجا ومتزامنا مع التعليم الوجاهي لنتمكن من السير بخطى واضحة وثابتة نحو تعليم متطور وحديث .