... بدعوة من سفارة جمهورية أذربيجان في الأردن الساعة السادسة من مساء يوم الخميس الموافق 21/1/2021م بدار السفارة الأذربيجانية بحي الكرسي بمناسبة ذكرى الـ 20 من يناير عام 1990م ألقى المؤرخ/ عمر العرموطي كلمة بالإحتفال تالياً نصها:-
بسم الله الرحمن الرحيم
-سعادة الأستاذ راسم رضاييف / سفير جمهورية أذربيجان
-أصحاب السعادة السفراء/ سعادة سفير جمهورية تركيا وسعادة سفير كازاخستان
-أيتها الأخوات... أيها الإخوة الكرام...
... في مُنتصف ليلة العشرين من شهر يناير عام 1990م قامت القوات السوفيتية بالهجوم على باكو عاصمة أذربيجان فاقتحم الجيش السوفيتي العاصمة...
... وقد قاوم الأذربيجانيون الأبطال الجيش السوفيتي الغازي علماً بأن الأذربيجانيين كانوا عُزَّل من السلاح فسقط الكثير من الشُهداء الأذربيجانيين خلال ساعات محدودة وتعّرضوا للقمع على يد السلطات السوفيتية وعاث المُعتدون فساداً وتخريباً ودنّسوا ودمّروا المساجد والرموز التاريخية الإسلامية والكثير من المعالم الحضارية..
... وعندما دخل جيش الإتحاد السوفيتي العاصمة الأذربيجانية باكو في العشرين من يناير عام 1990م حدثت معركة غير مُتكافئة بين الشعب الأذربيجاني الأعزل وبين الجيش السوفياتي الغازي المدُجَّج بأحدث الدبابات والأسلحة...
لكن الأذربيجانيين أبدوا شجاعة وبسالة مُنقطعة النظير وأصرّوا على مواجهة ا لجيش الذي غزا عاصمتهم وإن ذكرى الـ عشرين من يناير هي وصمة عار في جبين الإتحاد السوفيتي... وتُعتبر من أعظم المآسي الإنسانية في القرن العشرين...
وطالب الأذربيجانيون بالحرية والإستثقلال والكرامة... فواجه الأذربيجانيون الأبطال في العاصمة باكو الدبابات والجنود السوفييت وسقط منهم الشهدء والجرحى وكان من بين القتلى نساء وأطفال وشيوخ ومُسعفون وشرطة وطالبوا بالحرية والإستقلال وكان يُساندهم في مطالبهم الزعيم الوطني الراحل حيدر علييف..
فقد حافظ الشعب الأذربيجاني على هويته والتف حول قيادة الرئيس حيدر علييف والذي يعود له الفضل الأول في حفظ وصيانة وِحدة وسيادة أذربيجان...
وقد تكلّلت هذه الجهود بالإعلان عن استقلال جمهورية أذربيجان عام 1991م.
وقد أطلق انهيار الإتحاد السوفيتي عنان القوميين الأرمن، وخلال عامي 1992م – 1993م تعرَّضت أذربيجان للعدوان من ارمينيا مما أدى إلى احتلال 20% من أراضي أذربيجان...
وقد استخدمت القوات الأرمنية المسلحة سياسة التطهير العرقي وحملات إخلاء المناطق من سكانها الأصليين في الأراضي المحتلة فقد أصبح أكثر من مليون أذربيجاني في عداد اللاجئين والنازحين يعيشون في ظروف قاسية داخل الأراضي الأذربيجانية...
وقد قامت أرمينيا في الأراضي الأذربيجانية المحتلة بتدمير وتزوير التراث الثقافي وقاموا بتدمير وطمس الآثار التاريخية الثقافية...
والآن نحن نقول بكُل ثقة بأن أذربيجان اليوم هي ليست أذربيجان قبل 30 عاماً... فعندما احتلت أرمينيا وبدعم من الإتحاد السوفيتي إقليم ناغورني كاراباخ وكذلك بعد احتلال 20% من مساحة أذربيجان قبل واحد وثلاثين عاماً كانت أذربيجان آنذاك دولة قد استقلت حديثاً... ولم يكُن جيشها آنذاك قد اكتمل تشكيله وتدريبه وتجهيزه... وبالتالي كانت حرباً غير مُتكافئة...
أذربيجان اليوم هي ليست أذربيجان قبل واحد وثلاثين عاماً...
أذربيجان الآن دولة قوية ومُنتصرة واستطاعت بواسطة جيشها الشُجاع البطل تحرير واستعادة أراضيها الُمحتلة التي احتلتها أرمينيا قبل واحد وثلاثين عاماً...
أذربيجان اليوم دولة قوية عسكرياً والجيش الأذربيجاني يُعتبر من الجيوش القوية في العالم وهو مُدرَّب تدريباً جيّداً وقد تزوَّد بأحدث الأسلحة والطائرات ومنها الطائرات المُسيَّرة التي قلبت الموازين خلال المعارك التي اندلعت خلال الأشهر الأخيرة ومنها طائرات البيرقدار... كما أن أذربيجان الآن لديها صناعات عسكرية متطوّرة...
والإقتصاد الأذربيجاني إقتصاد قوي وهناك موارد متنوعة في أذربيجان منها النفط والغاز والسياحة والزراعة...
أذربيجان تتبع سياسة معتدلة ومُنفتحة على جميع دول العالم وهذه السياسة قائمة على الإحترام المُتبادل وعددم التدخُّل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى... وينعقد في أذربيجان في كل عام مؤتمرات عن الوئام بين الأديان وحوار الثقافات والحضارات ومُكافحة الإرهاب يحضرها ممثلين من مختلف أنحاء العالم إضافة إلى هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية...
لذلك فإن أذربيجان بفضل هذه السياسة الحكيمة تحظى باحترام دولي والعاصمة باكو يزورها ملوك ورؤساء العالم...
أذربيجان اليوم... ولا سيما بعد المعارك الأخيرة مع أرمينيا خلال الأشهر الماضية وبعد تحرير أراضيها المحتلة.... لديها الآن جبهة داخلية قوية تقف خلف رئيس أذربيجان المُناضل بطل التحرير فخامة الرئيس إلهام علييف القائد الأعلى للقوات المسلحة الأذربيجانية الذي استطاع بشجاعته وصدقه وإرادته التي لا تعرف الكلل والملل من تحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة... كما استطاع تحرير واستعادة مدينة شوشا التاريخية الهامة والتي تبعُد مسافة قصيرة عن عاصمة إقليم ناغورني كاراباخ خانكندي...
وفي الختام رضخت أرمينيا بعد أن تم هزيمتها هزيمة نكراء من الجيش الأذربيجاني البطل... فوقَّعت على اتفاقية الإستسلام في 10 نوفمبر 2020م وانسحبت من الأراضي الأذربيجانية المحتلة...
وبهذه المناسبة فقد قال فخامة الرئيس إلهام علييف بأن تسوية نزاع قرّة باغ قد غيَّرت الوضع في المنطقة... وبأن أرمينيا إضطرت للتوقيع على وثيقة الإستسلام... وبأن يريفان لم تكن لتوقعها طوعاً في يوم من الأيام...
أجمل باقات التهنئة والتبريك والإحترام والتقدير نُرسلها إلى صديق الأردن وصديق جلالة الملك عبد الله الثاني فخامة رئيس جمهورية أذربيجان المُناضل إلهام علييف... بطل التحرير الذي وعد فأوفى عندما قال لا أذربيجان بلا كاراباخ...
وأن كاراباخ هي أذربيجان...
عاشت الصداقة الأردنية الأذربيجانية التي يرعاها جلالة الملك عبد الله الثاني مع أخيه فخامة الرئيس إلهام علييف...