أجرت الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني في عام 2008 مقابلة مع الفنان الراحل صباح عبيد في برنامج "ضد التيار" و الذي كان يعرض على محطة mbc، وقتها كان صباح عبيد نقيبا للفنانين السوريين و عضوا في مجلس الشعب السوري و على إثر هذه المقابلة استقال من نقابة الفنانين بدعوى اساءته للفنانين العرب و السوريين.
صباح عبيد فنان من الطراز الأول و من المثقفين الهامين في سوريا و قد شغل مناصب عدة في الثقافة و الفن ، و عندما أصبح نقيبا للفنانين أراد تنظيم المهنة و احترام الذوق العام السوري و أن تبقى سوريا محافظة على ما لديها من احترام للفن و عدم انحراف بوصلة الذوق العام إلى التغني بالخلاعة و العري، فمنع فنانين عرب من عمل حفلات و مهرجانات غنائية لأنهم برأيه "هم لا يقدمون الفن، بل راقصون و راقصات بابتذال شنيع يقدمون إيحاءات ليس لها علاقة بالفن بل تلعب على مشاعر الجمهور" .
صباح عبيد أراد أن يحافظ على الأناقة الفكرية الغنية لدى الشعب السوري، و عدم الوقوع في حفرة السوء الفني الذي يغير مفاهيم ثقافية تغير من فكر المجتمعات إلى الأسوأ و تجر الأجيال إلى تتبع الإنحدار الفكري، و ناهيك على تمسك أبناء بلاد الشام بحضاراتهم و عاداتهم و تقاليدهم، فالرجل يبقى يحمل الشهامة و الغيرة و الحزم و المرأة التي تبقى تمثل أصالة الأنثى الشرقية.
الشعب السوري من أكثر الشعوب العربية ثقافة، فتجد الفنان ( الممثل ، المطرب) مثقف هام تجده في أي مكان تستفيد منه و من جمله العميقة، و هذا ما بينته الدراما السورية في تقديم منتج من الأعمال الهامة و التي أثرت في الشارع العربي لغناها بقيم ثقافية هامة، و هنا أستبعد الحديث عن بعض الأعمال التجارية التي لم تلق رواجا و تقبلا عند الشعوب العربية.
الممثل السوري فاق القدرات التمثيلية عن أي ممثل من جنسية أخرى و وضع نفسه في أماكن هامة في الدراما العربية لأنه قادر على أن يتأقلم و يجسد جميع الشخصيات بحرفية بالغة بسبب خلفيته الثقافية المتينة و قدرته على تقديم أدواره بصدق لإقناع الجمهور.