ليس من عادتي ان امدح الشخوص او الشخصيات إلا بعد ان أرى افعالهم ونشاطاتهم ، وقد سبق لي ان هاجمت بعضا من سياسات أمين العاصمة في بعض الإجراءات او القرارات او التصرفات التي اتخذها ، علما أنني اعرف انه على المستوى الشخصي والأخلاقي افضل مني ، فكل من اختلط به وعاشره اثنى عليه وعلى حسن خلقه وتعامله وتواضعه .
ومن هنا كانت نقطة البداية التي اريد ان اصل اليها في مقالتي هذه ، صباح كل يوم عندما نخرج من منازلنا الى اعمالنا او مشاغلنا ، فإننا نشاهد عمال(الوطن) النظافة منتشرون بالأحياء العديدة والمأهولة بالسكان و وغطون الشوارع التي لا تعد ولا تحصى ، حيث ينظفونها ويكنسونها ويجمعون النفايات منها ، الى أن تحضر السيارات المخصصة لنقلها ، ولهذا فإننا نرى الأحياء و الشوارع نظيفة حتى الأماكن التي يتم تجميع النفايات منها لم أراها في يوم من الأيام قذرة او غير مفرُغة .
إن هذا الجيش الأخظر الفستدقي الذي يُدار من قبل جهاز الأمانة يعدُ سببا من اسباب صحة المواطن الاردني والأرض الأردنية ، وهو أيضأ الجاذب للأستثمار وهو يعتبر من عناصر الأمن والأمان للوطن والمواطن ، فهو لا يقل قيمة وقدرا عن قواتنا المسلحة التي تعتبر درع الوطن وسياجة الحصين ولا عن اجهزتنا الأمنية وعيونها الساهرة التي تحرس الوطن من الداخل ، فلا يمكننا ان نتخيل دولة ووطن بدون جيش وأمن وعمال نظافة .
واريد أن أعود الى ما سبق وأن نراجع انفسنا عند خروجنا من منازلنا ، حبث تعودنا أن نرى سيارات النفايات تجمع النفايات وعامل الوطن ينظف الشارع ، ومراقبين الأمانة يفتشون على المخالفين ويمنعون المخالفات ويصححونها ، ومراقبين الأسواق يمنعون تغول اصحابين البسطات على الأرصفة والشوارع والمحلات ، ومراقبين الأبنية يمنعون الأعتداءات على حقوق الجيران او على حقوق المرافق العامة ، ومراقبين الصحة يفتشون على نظافة المحلات وموادها ، كل هذه الجهود العظيمة تحتاج الى ادارة قوية ومنظمة ومنتمية تنظر الى الحي والشارع والمدينة على أنها منازلهم وبيوتهم الخاصة .
اخواني إن عمال الوطن وكادر الأمانة من اداريين وميدانيين وإن أخطأوا في بعض قراراتهم فإننا نستطيع أن نتحمل خطأهم ولكننا قطعا لا يمكننا ان نتحمل غيابهم عن أحياءنا وشوارعنا وأمام منازلنا .
عمان الحبيبة التي نراها صباح مساء بهذا الجمال والنظافة والألق يقف ورائها كادر أمانة يديرها أمين من أبناءها المخلصين ، ويساعده مجموعة خيرة من مدراء المناطق ورؤساء الأقسام الذين لا يملًون ولا يتعبون من العمل الذي من مخرجاته نستطيع أن نستنشق الهواء النقي ونرى السماء صافية والأرض معطاءة .
ولعلمكم إن جمهورية الصين بعظمة تكنولوجيتها وقوة اقتصادها تفتقر الى سماء صافية من الأبخرة والملوثات والأمراض التي نتج عنها اعداد ضخمة من الوفيات .
ولبنان الذي يتغنى بارستقراطيتة وتمدن وحضارة شعبه يحتوي على جبال عديدة من القمامة والقاذورات التي تغطي ارضه وتدمر صحة شعبه .
وعندما ننظر الى عمان الحبيبة ، فلا يجوز لنا إلا ان نقول بوركتم ايها الأخوة وجزاكم الله خير الجزاء على انتمائكم وحسن افعالكم .