رغم أن الأردن من الدول الأولى التي وفرت المطاعيم ضد مرض کورونا مجانا ، وإطلاق مشروع التطعيم الوطني ومنصة خاصة بالتسجيل للجميع حسب الفئات العمرية والأولوية لمن يعانوا من أمراض مزمنة ، فإن عدد المسجلين لأخذ المطعوم لم يصل إلى النسبة التي كانت متوقعة ، ولعل مرد ذلك للغيمة السوداء التي أحاطت الكثير من مجتمعات الدول نتيجة تناقض وتضارب المعلومات حول اللقاحات والمطاعيم التي باتت مثار جدل وإن كانت غير علمية ، وهذا ما دفع كثيرون إلى إدارة الظهر وتصديق نظرية المؤامرة على الرغم من الوفايات التي حصدت أرواح الآلاف من مواطنينا . في لقاء لوزير الصحة نذير عبيدات ووزير الدولة لشؤون الإعلام علي العايد ومسؤول لجنة الأوبئة وائل هياجنة مع مجموعة من كتاب الأعمدة في الصحف ومقدمي البرامج الإذاعية الصباحية قدم المضيفون خريطة واسعة من الإجراءات التي وضعتها وزارة الصحة ولجنة الأوبئة ، وقدم عبيدات وهياجنة شروحات مستفيظة عن الحالة الوبائية والإحصائيات عن أعداد من تلقوا الجرعة الأولى والبدء بالمرحلة الثانية وقدرة الكوادر على تطعيم أعداد تصل إلى ثمانين ألف في الأسبوع . النهج المتبع حسبما ذكر الوزير هو تأمين المطاعم بطريقة عادلة للجميع والابتداء بشريحتين الأولى صنفت بالأكثر عرضة للإصابة وهم الكوادر الطبية والتمريضية ، والثانية صنفت بالأكثر تأثرة وهم فئة كبار السن ولذلك بدأ التطعيم لمن تجاوز الستين عاما ، وقد شملت الحملة كافة المحافظات ومخيمات اللاجئين ، وبلغت النسبة ما يقارب 34 بالمئة والاستهداف لغاية أربعين أو خمسين بالمئة ،ما يوفر تعزيزا للمناعة من الإصابة وبالنتيجة سيكون النصف الآخر غير مطعمين محصنين لدرجة كبيرة من انتقال العدوى عبر النصف الذي أخذ المطعوم . هنا وعلى الرغم من أن الجميع يعرف أن الالتزام بالتباعد وارتداء الكمامة واتباع النظافة العامة وأخذ المطعوم هو لصالحهم ، فإن التردد لا يزال يلفنا جميعا في انتظار النتائج التي قد تظهر لمن أخذ المطعوم ، وهذا ما فنده المسؤولون الصحيون ، حيث أكدوا أنه وبعد إعطاء المطاعيم فقد شرع الأطباء بتتبع حالات ۷۰۰۰ حالة لم ينتج عنها أكثر من تورم خفيف مكان الحقنة وأعراض خفيفة غير خطيرة ، وهذا يعطينا مؤشرات جيدة ولو كانت مبدئية لسلامة الموقف الصحي وانعدام ردات الفعل غير المتوقعة . التصريحات بالطبع كانت كما يعلن دائما في الفترة الأخيرة أن أي قرار في عودة الإغلاقات يعتمد على الحالة الوبائية ومدى التزام المواطنين بعدم إقامة التجمعات الكثيرة والحفلات والدعوات التي تسببت بقفزات كانت ستودي بكل نجاحات المرحلة السابقة ، ولهذا فإن المواطن نفسه هو الطبيب الذي يستطيع حماية عائلته ومجتمعه بالتزامه الصحي والوقائي ، وما تبقى فهو اختياره الحر لأخذ المطعوم حماية وقائية لنفسه دون إجباره نذكر هنا بالمثل الإنجليزي ومفاده : قد تستطيع جر الحصان إلى النهر ولكنك لا تستطيع إجباره على الشرب » ، وهذا ما تعاني منه الجهات الصحية التي افتتحت الكثير من المراكز والتأكيد على أن المطاعيم آمنة ، حتى لو أصيب من أخذ المطعوم فإن تأثيره لن يشكل أي خطر على صحته ، وتبقى الكرة في ملعب المواطن الذي تحزب بين مصدق ومكذب نتيجة تضارب الأراء من كل جهة .