القصة الكامله للازمة الأولى أو الازمه الأم في إلاردن تتلخص بان المناصب والرواتب العلياأصبحت في هذا الزمن الرديء لناس وناس لسبب محير وغير مفهوم .
على علمي الاردنيين صنف واحد ولا وجود لاردنى صنف اول واردني صنف ثاني واردني صنف ثالث وأردني غير مصنف، بمعنى انه اردنى شوي او شبه أردني أو كأنه اردنى، أو اردنى كامل او نصف أو ربع أردني .
التعامل َمع الناس ومساواتهم والتعيينات والرواتب الفلكيه قصص ظالمة تكررت علينا وطفح معها الكيل، وتجاوز الحواجز النارية والخطوط شديدة الاحمرار.
قصص سوداء فرضت نفسها وأخذت تفرق ولا تجمع وتسبب الكراهية والسخط وتعبث بالنسيج الاجتماعي ، وتسيء للاردن وسمعة الاردن وتضر بالاقتصاد الوطني حتى ، ونحن بكل صراحة نمقتها ونستنكرها ولا نحب سماعها. غلو في التوريث العائلي ، وشطط عجيب في تكرار شخصيات تحتكر اهم المناصب مع انها عاديه عرفناها عبر سلسله طويله من الوظائف ولم تتميز عن غيرها بشيء وليست ندره، ويستطيع الكثير من الأردنيين القيام بمهامها. ما معنى ان يتنقل أحدهم من منصب الى اخر على مدى عقود، وزير لعدة وزارات مختلفه ومدير عام ورئيس مجلس اداره ومستشار أو سفير أو رئيس هيئة أو في مواقع متقدمه اخري.
لقد تراكمت المشكلة واقتحم هؤلاء تفاصيل حياتنا، يختفون حينا ويعودون احيانا كثيرة أخرى، واقترب بعضهم من سن الثمانين بل وتجاوز ذلك ولا يزال يتشبث بالكرسي، ويحرم ذوي الكفاءآت ويحول بينهم وبين فرصتهم التي جاهدوا للتميز لأجل الحصول عليها.
هذا الظرف الصراعي المتفجر يقتل الطموح، ويسبب الاحباط، ويخل بمبدأ العداله والإنصاف، ويزيد عدد الهاربين والشاتمين والشامتين ويعزز ثقة الضعفاء بهم، والقناعه بما يبثون من سموم فضائية قاتلة ولقد حفظ الكثير نتيجة لهذا قصيده الصعاليك عن ظهر قلب وتوسعت رقعة تيار الرفض.
لا يمكننا دفن رؤوسنا في التراب، فحالة الردائة الشديدة وبؤرة الرواتب والمناصب استحضرت بقوة السؤال البائس (شو ما في غيرهم!!!؟ شو القصة؟) وجعلت منه السؤال الأكثر انتشارا وتداولا بين الناس، والأشد استغرابا وايلاما . هؤلاء ليسوا أبطالنا، لكنهم التهموا الكعكة كلها ويستولون على حصص غيرهم وينهبونها عنوه بلا هوادة وتردد ، مَع انهم مخلوقون مثلنا من صلصال كالفخار، ومتساوون معنا في الولاء والانتماء والاخلاص للنظام والقيادة ، وفي القدرة والكفاءة وليسوا افذاذا وعباقره على أي حال، ولم يقدموا عبر مسيرتهم الطويله المكشوفة زياده عما قدم غيرهم في أحسن الأحوال، ولم يشار الي َمنجزاتهم بالبنان، ولا يزيد أو ينقص بقائهم أو زوالهم في الاردن خرذلة، فلا نفتقدهم ان غابوا ولا نحس بوجودهم ان حضروا.
هنا الازمه الأولى الموجعة والجائحة الحقيقية الكبرى التي تستحق خلية ازمه . لا كورونا ولا داعش ولا ما يحزنون.