أنعم الله سبحانه وتعالى على الانسان بنعم كثيرة لا تحصى ولا تعد، والإنسان أمام هذه النعم يقف موقفين لا ثالث لهما إما شاكرا لهذه النعم أو كافرا بها، فمن يشكر الله على نعمه زاده من فضله ومن يكفر ويجحد بها فإنه يعرضها للزوال.
نرى أحوال الناس هذه الأيام وهم يتقلبون في نعم الله وكأنهم قد استحقوها دون غيرهم حتى أنهم يتناسون أؤلئك الذين يعانون من الحرمان وقساوة الحياة وخشونتها.
فمن يعيش في رغد وفي بحبوحة لم يعد يشعر بذلك المحروم من أدنى متطلبات الحياة ومن يسكن القصور والفلل وحوله ما حوله من حاشية وخدم ليس كمن لا يجد قوت يومه ولا ثمن الحليب لأطفاله أو علاجا لزوجته، ومن يمتلك اسطولا من السيارات في كراج بيته ليس كمن لا يملك ثمن الحذاء.
فالعاقل يتفكر بنعم الله عليه ويحافظ عليها من الزوال من خلال شكره لله الرازق الوهاب ولا يكثر من الشكوى والتذمر، فعلى قدر الشكر يكون دوام النعمة وعلى قدر المؤنة تكون المعونة وعلى قدر المصيبة يكون الصبر.
وتذكر أن النعمة موصولة بالشكر ... وأن الشكر متعلق بالمزيد ، ولن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد.