مجلس الرقابة والتشريع، كلنا فخر بكم وأنتم صوت الشعب والشورى والديمقراطية، ولكن يا سادة فالوضع يتطلب منكم التخفيف قليلا عن الحكومة بجلساتكم المشتركة بحضورهم قسرا تحت القبة، ولجانكم المختلفة في قاعات المجلس وبحضورهم كذلك، والسجال الدائر عتابا وملامة وأسئلة وإستجوابات.
تعلمون يا أصحاب السعادة النواب بأنكم والوزراء بإجتماعاتكم التقليدية وذات البعد الإعلامي، لن تنتجون شيئا يخفف من وطأة الأوضاع، وبتنا نسمع عن مصانع تغلق ومنتجات تبور، وزراعة لا تحقق كلف الإنتاج، وأعمال تتجمد، وسيولة تجف، وموازنة تعاني عجزا كبيرا، ومؤسسات كانت تعتمد على ذاتها في نفقاتها أصبحت تتوجه لوزارة المالية لتغطي رواتبها الشهرية، وكل هذا خطير، مقابل ٤٠٠ ألف عاطل عن العمل ودخول لا تكفي وتنمية لا تتحقق.
هذا فضلا عن طروحاتكم وحلولكم الكثيرة والمقتضبة التي توقعون فيها عشرات التواقيع فوق ذات الطرح على صفحة A4، حتى لا يكاد أن يظهر الطرح.
أما وأنتم توفرون المساحة بالوقت للحكومة والوزراء، فإن السادة النواب لا يغادرون مكاتب الوزراء بزيارات مطولة، ومجاملات الوزراء للحفاظ على الود، وكل ذلك على حساب خطط الحكومة التنفيذية.
إذهبوا إلى دوركم الذي لم تمارسه البرلمانات الأردنية كثيرا، وهو بناء صداقات وإتصالات مع برلمانات الدول صاحبة الديون التي تضغط على كاهلنا بخدمتها، خاطبوهم، بينوا لهم كلف آخر عقد من إستضافة اللاجئين، وكلف مكافحة ومحاربة الإرهاب المعنوي والمادي، وكلف صمود الأردن بالمقابل، وبينوا لهم أن الأردن صمام أمان العالم، والذي إذا لم يعد قادرا على دوره الإقليمي، فستثور ثائرة الشرق الأوسط الملتهب، فالعالم.
إن التنمية يا أصحاب السعادة لا تكون فقط بالإستجوابات وإصطناع الشعبويات والإعلام، والحركة بحلقة مفرغة، بل بوضع خطط مدروسة قابلة للتنفيذ وواقعية، مقابل ممارسة دوركم الرقابي والتشريعي، وبناء الصداقات البرلمانية العالمية.
برلمانات العالم وخاصة الدول صاحبة الديون، بحاجة لتشكيل لجان برلمانية لدينا تخاطبها، ولا تلقوا بذلك على كاهل اللجنة البرلمانية المختصة، عليكم جميعا بحث القيام بهذا الدور، وبالآلية المناسبة.
الخلاصة، فجلساتكم المشتركة مع مجلس الوزراء هي إستنزاف للطاقات والجهود والوقت، وبلا عوائد.
أرجوكم تقبلوا ذلك مني نقدا بناءا يقيم ويقوم، فكلنا في نفس القارب، حماكم الله تعالى.