قبل البدء يجب التنوية بأن الكتابة في هذا الموضوع جاءت بطلب من العديد من الناس؛ فالجوع والعطش العاطفي بسبب الحرمان الذي يعيشه البعض يمثل قمة الجوع والعطش الحقيقي، لا بل أشد مرارة وألماً من الجوع الغذائي والعطش المائي، فجوع اﻷحاسيس والمشاعر وعطش العاطفة يؤديان حتما للألم النفسي والذي مردّه الحرمان والحرد العاطفي وخراب البيوت كنتيجة لإرتفاع الأسوار بين الأزواج بسبب الإهمال أو عدم التوافق أو الفتور بالعلاقة أو نشوب الخلافات أو غير ذلك:
1. الجوع والعطش العاطفي كنتيجة لفتور العلاقات اﻹنسانية والمشاعر تجاه الشريك اﻵخر يؤول للطلاق العاطفي في المحصلة والذي يعيش فيه الزوجان تحت سقف واحد دون عاطفة تذكر؛ وللأسف بيوتنا مليئة بهذه الحالات ويخجل الأزواج من الحديث في ذلك لأجل السِتِر.
2. الجوع والعطش العاطفي يتنامى عند اﻷزواج في حال عدم اﻹنتباه لحاجات اﻵخر واﻹهتمام به بسبب التركيز أكثر على تربية اﻷبناء من قبل اﻷم أو غياب الأب لأعذار غير مبررة أو إنهماك أحدهما أو كلاهما بالعمل أو الملل مع مرور الزمن أو إستحقاقات العمر.
3. الجوع والعطش العاطفي يخلق حالة من الفتور بين اﻷزواج وينعكس على اﻷسرة التي تنقلب حياتها لنكد وتعب وملل وعصبية وخصوصاً إذا ما غاب اﻹيمان والروحانية!
4. الجوع والعطش العاطفي يجعل من أحد الزوجين أو كلاهما التوجه للتفتيش عن مصدر حنان وعاطفة مما يؤدي للتعلق العاطفي بآخرين أو باﻷحرى التوجه صوب أخطاء لا تُغتفر!
5. ساهمت وسائل التواصل اﻹجتماعي -مع اﻷسف- بتعزيز أو تنمية الجوع والعطش العاطفي عند الناس وذلك لسهولة الوصول لعلاقات غير شريفة أو مقدمات لروابط عاطفية تؤول لخراب العلاقات الزوجية.
6. مطلوب من اﻷزواج اﻹنتباه أكثر للحاجات العاطفية والرومانسية لدى بعضهما لكبح جماح الجوع والعطش العاطفي وخوفاً من إنزلاق أصحاب اﻷنفس الضعيفة أو الرديئة لمسارات لا يحمد عقباها!
7. مطلوب من قطبي العائلة تحسس حاجات اﻵخر العاطفية وإيجاد الحنان المطلوب والتعبير عاطفياً للطرف اﻵخر للحفاظ على العلاقات اﻷسرية والزوجية آمنة ومستقرة.
8. مطلوب عدم السماح لجدار الفصل العاطفي بين اﻷزواج أن ينمو البتة وتجديد الحياة الزوجية عاطفياً لتسود المحبة واﻹحترام لا الجفاء والبعد والحرمان؛ وربما كسر الحياة الروتينية والكلاسيكية مقدمة لذلك.
بصراحة: حالات الجوع والعطش العاطفي منتشرة هذه اﻷيام والمكابرة بها والتجمّل على أوجه، وبالطبع كل إنسان يعرف طبيعة العلاقة وشريكه بالحياة، وساهمت وسائل التواصل اﻹجتماعي بتنميتها عند أصحاب النفوس الضعيفة، ومطلوب اﻹهتمام أكثر بالشريك وتنمية اﻷحاسيس والمشاعر أكثر لا تراجعها أو سكونها كي لا تحصل عقدة الندم!