عمان- بمناسبة مرور "100” عام على تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، صدر للباحث عمر العرموطي "موسوعة عمان أيام زمان الجزء (9)”.
يحوي المجلد الذي جاء في "750” صفحة، على محطات مهمة في تاريخ مدينة عمان، وصور وأسماء رؤساء بلدية عمان منذ تأسيسها 1909، أمناء العاصمة، أمناء عمان الكبرى، صور وأسماء محافظي العاصمة، صور وأسماء مديري شرطة العاصمة، صور وأسماء رؤساء غرفة صناعة عمان، صور وأسماء رؤساء غرفة تجارة عمان، صور قديمة تؤرخ لعمان وأبرز معالمها التاريخية والواقعية، لقاءات مباشرة مع شخصيات عمانية تركت بصماتها على مظاهر عمان وتقدمها وروحها المميزة.
وزير الداخلية الأسبق سمير الحباشنة، كتب تقديما للموسوعة، يقول فيه: "ونحن نحتفل بمرور "100” عام على تأسيس الأردن الحديث القائم على قيم الحق والعدل والمساواة، ونذكر بأن المسيرة لم تكن سهلة بل إنها مليئة بالتحديات، إلا أنه ظل دائما عند حسن ظن أمته العربية والإسلامية”، لافتا الى أن إصدار الجزء التاسع في هذا الوقت من الموسوعة يتزامن مع احتفالاتنا بمئوية الدولة، باعتبار عمان هي قلب الأردن وباعتبار التفاصيل الإنسانية التي سجلها العرموطي في جلسات حميمية مع ضيوفه من الرعيل الأول والرجال الذين منهم من قضى ومنهم من نتمنى له العمر المديد، فيواصل الحديث عن تراث آبائنا وأجدادنا وإرادة هذا البلد التي لا تلين للسير نحو الرقي وتحقيق الإنجاز في كل السبل والمجالات.
ويرى الحباشنة أنه يجب أن يكون لهذه الموسوعة حيز في المكتبة الأردنية والعربية، لما تشتمل عليه من تنوع واحتفاء بالنماذج الأردنية الأصيلة التي أعطت بإخلاص، كما توثق هذه الموسوعة معالم المكان الأردني في شوارع عمان وبناياتها وشخصياتها وبيوتها القديمة ومتاجرها التقليدية وبلديتها وساحاتها وأكشاكها ومحطاتها بين الأمس واليوم في أكثر من مجال.
ويتحدث الحباشنة عن بدايات التأسيس، قائلا: "بدايات إمارة شرق الأردن ثم المملكة الأردنية الهاشمية التي أخذت تتموضع وتؤسس لبزوغ فجر جديد يجسد في هذا البناء الوطني والديمقراطي الذي نفخر ببلوغة اليوم "100” عام”، مشيرا الى أن التراث الثقافي غير المادي المحفوظ في صدور الناس يحتاج منا أن نهتم به، لأنه يعبر عنا ويحفظ آثارنا وروحنا العربية الزاخرة بالحضارة والثقافة؛ حيث يسعى الأردن للتواصل مع من انقطع من مراحل مضيئة بالتاريخ العربي، وليس أجدر من العرموطي أن يطلع بهذه المهمة العظيمة.
ويشير الحباشنة الى أن دور المؤلف يكمن في البحث والتقصي وسبر غور صدور النماذج الوطنية؛ حيث يضعنا بأجواء الحكاية والصورة والذكريات، التي تؤكد حضورنا الإنساني على خريطة البناء والتشارك والمحبة، مبينا أن هذه الموسوعة تعد سفرا جامعا للهوية العمرانية والثقافية بما تحمل من حكايات وعادات وتقاليد لعمان القديمة، علما أن التراث المكاني لا يلتفت إليه بالعادة الا قليل، وهي المهمة التي دفعت صاحب هذه الموسوعة، لأن يجعلنا نتوقف مليا ونرصد تطورنا طوال عمر الدولة الأردنية منذ بدايات تأسيسها إلى الآن.
وينوه الحباشنة الى أن لقاءاته واستنتاجاته التي ضمها الكتاب حول طبوغرافية المدينة التي أحبها الهاشميون كثيرا وسواعد الأردنيين الذين ما توقفوا عن السعي لتحديثها منذ أن حملوا راية الثورة العربية الكبرى والبدء بتحقيق مضامينها على الأرض الأردنية. فاجتمع الناس من حولهم، وعم الإنجاز وتواصلت الجهود لكي تكون العاصمة عمان من أجمل المدن العربية لمقومات كثيرة وردت في إعداد هذه الموسوعة التي نحتفل اليوم بالعدد التاسع منها لتضيف الى ما سبقه من مواضيع كثيرة ومتنوعة.
تحت عنوان "وما تزال عمان حاضرة…” كتب المؤلف عمر العرموطي مقدمة الجزء التاسع من الموسوعة، يقول "يشتمل هذا الجزء على توثيق للكثير من أحياء عمان قمت بها بالحديث عن أحيائها وشوارعها وغيرها من المعالم في التلفزيون الأردني حصريا، وهي أفلام حية كانت تضع المشاهد الأردني والعربي بحركة الناس وأسماء الشوارع والأحياء والحديث عنها مع كبار السن وصناع الحياة في عمان بكل تنوعاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية”. ويتابع العرموطي "يتناول الجزء التاسع سيرة حياة النساء العمانيات ممن أبدعن وقدمن الكثير للوطن والإنسانية، وكن عصاميات ويتحدثن عبر الموسوعة عن إطار الحياة الاجتماعية تحديدا ومراحل الطفولة والشباب.. كما عمل لقاءات مفصلة مع معمرين ورجالات وشيوخ عشائر تحدثوا عن علاقتهم بهذه الأحياء مقدمين شهادات إبداعية في ظلها، حيث عبر من خلالها المشاركون والمثقفون والسياسيون عن آرائهم وحبهم العميق لعمان، وتركنا لهم أن يكتبوا بأقلامهم عن ذكرياتهم ومشاهداتهم الكثيرة في عمان”.
ويشير المؤلف إلى أن هذه الموسوعة تجيء في جزئها التاسع لتضاف إلى ما سبقها من أجزاء غطت جوانب مهمة ومحطات ضرورية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وفي شتى جوانب الحياة ومجالاتها في العاصمة عمان، التي هي حاضرة في عقول ووجدان من نشأ وترعرع فيها وشهد على مراحل كثيرة من تطورها وازدهارها، لافتا الى أنه كان مهتما بتفاصيل عمان الإنسانية وحضورها على خريطة العواصم العربية والعالمية.