أيقظتني من غفوة طال أمدها يا بشر( مع حفظ الألقاب والمقام)، فكنت قد أرخيت ربابتي، وسدحت جسدي الواهن على وسادة الضياع، وأسلمت امري للواحد الأحد، ونفضت الأكف وعقمتها، كي لا يتبقى لدي ولو بقية من أمل.
سبات مقيم طوال سنوات العمر، وفقدان الأمل بوخزة ضمير الحكومات وصحوتها اتجاهي كوطن، أو كمواطن يرى بأم عينيه خلط الأوراق، وانعدام التوازن والفشل تلو الفشل، وغياب مسطرة العدالة والشفافية، وترسيخ نهج فلان يرث وعلان عنه لا يرث.
إقالة الوزيرين، مهما كان مبررها، ومن كان مهندسها، واي كانت نتائجها، فإنني احسبها لك لا عليك، وأغبطك على جرأتك في اتخاذ قرار، كان غيرك سيحسب الف الف حساب قبل ان يقدم عليه، لاعتبارات جميعنا يعلمها، مع بالغ تقديري واحترامي الشديدين للوزير المبيضين وللوزير التلهوني فهما قامتان احترمهما.
فهل ستواصل دولتك ري هذا النهج الطيب؟ ، فلم يعي الشعب الأردني وزيرا او مسؤولا تقدم من تلقاء نفسه، ليتخذ موقفا أدبيا جراء فشل ذريع، او خطأ شنيع، او خسائر كبدها للوطن وراكمها فوق أكتاف الشعب لكي يكبر هو ويكبر ويكبر... ولم يعي الشعب ان هناك مسؤولا جرت محاسبته على فساد وأنزلت بحقه عقوبة ( تفش غل الشعب ) وتطفي ظماءه للعدالة والمساواة .
طيران وزراء بحجم الداخلية والعدل ليس بقرار بسيط بالمطلق، ويا ليت ألا يتوقف هذا التحليق والطيران، عند حدود مخالفة امر دفاع أو تباعد أو تقارب او كمامة وتعقيم او تطعيم، هناك كثيرون يقفون على حافة الهاوية ، كل ما يحتاجون إليه دفشة او رفشة من الخلف تلقي بهم إلى أماكنهم الحقيقية، حيث لا غطاء لهم ولا أعذار ولا سند ، فقد ان الوقت لتحليق كل من يعيق تصويب المسار الى حيث القت.
الأمل بدولتكم كبير في ظل دعم ملكي بالضوء الأخضر ، فاغتنم فرصتك لتضع بصمتك في سجل تاريخ الأردن العظيم، وأمدد يدك إلى شعب ضاقت به الدنيا بما رحبت، ليتبغدد القابعون اليوم على مقاعد وثيرة يتمتعون بالدفء أمام (الفاير بليس) يكتبون مذكرات حماقاتهم ومجونهم ويريدون لهذا الشعب أن يقرأ ويستمتع ويصفق لصفاقاتهم .... ألا تبت أياديهم على ما صنعوا.