يصادف يوم الخامس عشر من شهرشباط من كل عام يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، ويأتي الاحتفال في هذا اليوم ترجمة للتوجيهات الملكية السامية، في تخصيص يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين ، تقديرا لرفاق السلاح من مختلف الرتب والصنوف العسكرية والامنية . وياتي هذا العام متزامنا مع احتفالات المملكة بذكرى مئوية الدولة الاردنية الهاشمية. ويعتبر هذا اليوم يوما مهما بنظر المتقاعدين انفسهم لما قدموه اثناء خدمتهم في مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية.
جاء الاهتمام الملكي السامي ، بالمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ، نتيجة العلاقة الوطيدة التي تجمع جلالته برفاق السلاح. ومعرفة جلالته بان مدرسة ومؤسسة القوات المسلحة والاجهزة الامنية هي التي تاخذ على عاتقها ترجمة التوجيهات الملكية الى خطط استراتيجية قابلة للتنفيذ بموجب الوسائل والادوات التي تستخدمها وتطوعها للوصول الى الاهداف بناءا على برامج وسياسات تطوع التحديات وتحولها الى فرص. وما تحمله هذه المدرسة من منظومة المعاني والدلالات والذكريات والدروس، التي تشكل مجتمعة ، هوية المتقاعدين العسكريين،والمحاربين القدامى . بالاضافة الى لقاءات جلالة الملك المتعددة مع مختلف الفعاليات الوطنية ، والشرائح المجتمعية . ومنها شريحة المتقاعدين العسكريين ،لسماع أرائهم وملاحظاتهم وخبراتهم في مختلف المجالات ، بهدف إثراء مسيرة العمل وتعزيز وتطوير جميع عناصرقوة الدولة الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية ........وغيرها ، لبناء الوطن النموذج والامثل الذي يحرص جلالته على مشاركة الجميع في برامج الاصلاح ،وتعزيز البناء وتطويره وتنفيذ التوجيهات الملكية الواردة في الاوراق النقاشية .
ومن كلمات جلالة الملك في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين " أحيي عطائهم الموصول، وجهودهم التي لم تنقطع بعد الخدمة العسكرية كما كانت خلالها ،حماكم الله فأنتم عز للأردن وأهله في كل موقع وكل وقت ".
يحضى كذلك المتقاعدون العسكريون برعاية من قبل سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المحبوب . في إعداد برنامج مخصص لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، تقديرا لعطائهم وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن،وتنفيذا لرغبة جلالة الملك بضرورة و أهمية أن يلمس المتقاعد العسكري أثر البرنامج على أرض الواقع .
ونحن نرفع القبعات احتراما الى ابطال الجيش العربي والاجهزة الامنية على ماقدموه ، من تضحيات ، وقوافل الشهداء التي انغرست في الأرض أقدامهم وهم يدافعون عنها وعن كل شبر في الأردن وفلسطين والذي كتب التاريخ عن شرف بطولاتهم في القدس وباب الواد والكرامة والسموع وجنين والجولان وغيرها ، وفداء للأقصى والأرض المقدسة .
وهم امتداد لروح الفكرلقائد جيش الثورة العربية الكبرى ونهضتها الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه ، والملك المؤسس رحمه الله وجميع الملوك الهاشميين . ويقتدون بروح الفكر في سياسة وقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني اطال الله في عمره . ويمتلكون بيوت الخبرة والمعرفة ، ولا زالوا وسيبقوا يقدموا أقصى ما لديهم من جهود تجاه قيادتهم الهاشمية العميقة في اصولها وجذورها ، وهذه الشريحة تحتل أولوية لدى جلالة الملك، والذي أكد بأكثر من مناسبة ضرورة دعم المتقاعدين العسكريين ، وتمكينهم من القيام بمهامهم الوطنية وتعزيز دورهم التنموي والاجتماعي.
وفي النهاية : أن الاحتفال بهذه المناسبة يعد تكريسا وترسيخا للعلاقة المتينة الراسخة بين القائد وشعبه، والتي هي نهج هاشمي سارعليه جلالة الملك عبدالله الثاني على خطى والده وأجداده رحمهم الله، وهو يوم مبارك من أيام الوطن، خصصه جلالة الملك ، تكريما لإخوانه ممن خدموا وقدموا التضحيات وبذلوا جل عطائهم في خدمة وطنهم بقيادته الهاشمية. ويؤكد كذلك الدور والمكانة العالية التي يحظى بها المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى من لدن جلالة الملك، الأمر الذي يرفع من معنوياتهم ويدفعهم إلى مزيد من العمل والعطاء.
وهم الذين تربوا على الإخلاص للوطن والملك ولم يتوقف عطائهم ، بل الكثير منهم خطوا بنجاح منقطع النظير في قيادة الكثير من المؤسسات المدنية ، والمواقع الحكومية بكل امانة وصدق واخلاص ، مستمرين في المساهمة والتطوير والعمل والنهضة في الدولة الأردنية. وأن الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن تحتم علينا جميعاً التكاتف والتعاضد لتجاوز المحن والتحديات ودحض المؤامرات التي تحاك ضده.
ونحن كمتقاعدون عسكريون ، نتوجه بالشكر الى جلالته على تخصيص هذا اليوم من كل عام بالوفاء للمتقاعدين العسكريين
والمحاربين القدامى ، والشكر الى سمو الامير الحسين بن عبد الله ولي العهد المحبوب ،على متابعته المستمرة في إعداد برنامج مخصص لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى. وسنبقى خلف القيادة الهاشمية باستمرار لبناء الوطن كما يريد جلالته .
حمى الله الاردن وقيادته وشعبه وجيشه واجهزته الامنية، من كيد الكائدين وحسد الحاسدين انه نعم المولى ونعم المجيب .
اللواء الركن "م" الدكتور مفلح الزيدانين
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية