من يقرأ مقالاتي قبل عام سيدرك ان ما ذهبت اليه كان صحيحاً وان عام ٢٠٢٠ ما هو الا البداية و تلقي الصدمة ولكن الأعوام الثلاث اللاحقة هي الأصعب وخاصة ٢٠٢١ ، الإنتاج قل باغلب دول العالم ، وستظهر قريباً آثار ذلك بانخفاض الناتج القومي للعديد من الدول الصناعية ، وارتفاع ملحوظ بالاسعار وخاصة السلع الأساسية ، وتضخم بالعديد من دول العالم بلا استثناء ، وانخفاض ملحوظ بالناتج الزراعي ولن ينجوا من ذلك سوى الدول التي تحظى بإكتفاء ذاتي ، او لديها برنامج أمن غذائي مستتب ومبني على اسس صحيحة .
الدول مطالبة بالعمل الحثيث على توفير برنامج أمن غذائي والتركيز على الناتج القومي المحلي لأغراض سد حاجة بلدانها أولاً وتنمية الصناعات المحلية الأساسية، ألاردن بوضعه الحالي يقع على منحدر خطر جداً بظل غياب الرؤية الصحيحة ، وغياب حكومات رشيدة قادرة على التنبؤ بالمستقبل والحفاظ على مكتسبات الوطن ، والأولى الآن هو وقف الفساد ، فاللصوص ليس لديهم بعد نظر ، مهما سرقتم من ملايين فإنها ستكون بلا فائدة بحال وصل التضخم الى ارقام حرجة، عندها لن تساوي ملايينكم ربطة خبز ، وهذه فرصة للفقراء من المزارعين والحرفيين والصناعيين لإسترداد تلك الملايين بمقايضة بخسة ، الأولى ان يركز اصحاب القرار الآن على الحفاظ على بلدانهم وعلى مكتسبات الوطن وتعزيز الأمن الغذائي والصناعات المحلية والحفاظ على كل قطرة مطر تسقط من السماء من خلال تجميعها بشتى الوسائل قبل ان تتبخر ، الحروب القادمة حروب ماء وطعام .
القادم مبشر بالخير اذا استطعنا استغلاله للمصلحة العامة وتكاتفت الجهود للحفاظ على الوطن ، ولكن الأنانية وسوء الإدارة والتخطيط ستلقي الجميع بالتهلكة .