يحفل تاريخ الشعب الأذربيجاني، لا سيما على مدى القرنين الأخيرين بالفظائع والمآسي منقطعة النظير التي تتمثل بمذابح بحقه على أيدي المجرمين والجناة الأرمن المستلهمين من فكرة "أرمينيا الكبرى" الواردة في عقيدة حزب "داشناقسوتيون" الأرمني.
بلا شك أن سياسة الإستيطان والتهجير التي كانت روسيا القيصرية تتبعها دون هوادة على مدى القرن التاسع عشر، قد أدت الى تغيير التركيبة الديموغرافية في المنطقة وزيادة أعداد الأرمن فيها.
وفي ضوء مثل هذه رعاية وحماية روسيا القيصرية، أخذوا القوميون الأرمن الذين كانوا يسعون الى تنفيذ الفكرة المذكورة أعلاه، في طرد السكان الأصليين وهم الأذربيجانيين بشكل مخطط، بحيث ما كانوا يتورعون عن اللجوء الى الوسائل الأكثر وحشية وخلوا من الإنسانية، الا وهي التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
لقد شهدت الفترة ما بين عامي 1905-1906 مجازر ضد السكان الاذربيجانيين المسالمين وقتلهم بلا رحمة، الى جانب حرق وتدمير وتهديم المدن والقرى في باكو وكنجه وقره باغ وإيروان (اليوم يريفان عاصمة أرمينيا) وناختشيوان وأوردوباد وشرور-درالياز وتفليس وزنجازور وقازاخ وغيرها من المناطق، حيث دمرت وخربت الوحدات المسلحة الأرمينية أكثر من 200 منطقة سكنية أذربيجانية في أقضية شوشا وزنجازور وجبرائل، بما فيها في مقاطعتي إيروان وكنجه، مما قاد الى تشريد وتهجير عشرات الآلاف من أبناء جلدتنا من أراضي آباءهم وأجدادهم.
ولقي ما يفوق 200 ألف أذربيجاني ومنهم الأطفال والنساء والمسنون حتفهم جراء التطهير العرقي الذي إرتكبه الجلادون الأرمن بهدف تمهيد طريق أمام بناء "دولة أرمينيا" الموعودة لهم من قبل روسيا القيصرية في تلك الأراضي.
وعلى إثر أحداث فبراير وأكتوبر التي لحقت بروسيا في عام 1917، قرر حزب "داشناقسوتيون" والمؤتمر الوطني الأرمني توسيع نشاطهما، خاصة في ظل تعيين ستيبان شاوميان في ديسمبر عام 1917 مفوضا مؤقتا فوق العادة في شئون القوقاز من قبل فلاديمير ايليتش لينين. وبدأ البلشفي الأرمني شاوميان بتدبير القتل الجماعي ضد الأذربيجانيين والإشراف شخصيا على هذه العملية.
وعلى إمتداد الفترة من أوائل عام 1917 حتى شهر مارس عام 1918، تم حرق وهدم 197 قرية في مقاطعة أيروان و109 قرية في قضاء زانجازور و157 قرية في قره باغ بالإضافة الى تخريب 60 منطقة سكنية في الاقاليم الأخرى، بخلاف قتل عشرات الآلاف من السكان الأذربيجانيين.
في 30 مارس من عام 1918، تعرضت مدينة باكو لنيران المدفعية الكثيفة من السفن التابعة للوحدات الأرمنية المسلحة المدعومة من البلاشفة التي أعقبتها مداهمة البيوت وقتل أهاليها وحرقها. وفي اليوم التالي وفي الايام الأولى من شهر أبريل، أُبيد آلاف الأذربيجانيين المدنيين العزل بسبب إنتماءهم العرقي والديني. فقد شهدت مدينة باكو بوحدها قتل 12 ألف ساكن مسالم دون هوادة. وبشكل عام، قتل خلال شهري مارس وأبريل من عام 1918 نحو 50 ألف إنسان بأساليب وحشية فوق الخيال.
وهنا يجب الإستذكار أن المقبرة الجماعية المشكوفة في مقاطعة قوبا عام 2007، قد أثبتت مجددا الأعمال الوحشيات بحق الأذربيجانيين على أيدي قاطعي الرؤوس الأرمن. كما قال فخامة/ إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان في تأريخ 18 سبتمبر عام 2013 في كلمة له أثناء حفل الإفتتاح لمجمع قوبا التذكاري للإبادة الجماعية : "من الواضح أن هذه الحقائق، تم إخفاءها عنا بسبب تشويه تاريخنا في غضون الحقبة السوفييتية. المجرمون على أمثال شاوميان الذين سفكوا دماء الشعب الأذربيجاني والذين تأتي أسماءهم الكريهة على هذا المجمع، تم تقديمهم لنا كالأبطال. أعتقد أن هذا التصرف كارثة جسيمة، لأن العناصر التي إرتكبت الوحشية دون رحمة بحق شعبنا على مر السنوات، تم تقديمها بطلة وتم نصب التماثيل لها خلال العهد السوفييتي. إلا في فترة الإستقلال، تمكننا من إستعادة العدالة الحقيقية. أخلينا مدينتنا الجميلة باكو من تلك التماثيل وأقمنا الحدائق الرائعة محلها. يعني التاريخ والعدالة، قد إنتصر. اليوم نعود الى تأريخنا. نعرف جميع محطات تاريخنا وينبغي أن نعرفها. يتعين على الجيل الصاعد أن يعلم عن الكوارث التي تعرض شعبنا لها في الماضي".
للعلم أنه كان الزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف، قد أصدر في 26 مارس عام 1998 مرسوما حول إعلان يوم 31 مارس يومَ مذبحة الأذربيجانيين. وبالتالي، أصبح القائد العظيم حيدر علييف من أعطى لأول مرة تقييما سياسيا ل31 مارس عام 1918، حيث قال: "نعود الى الماضي التاريخي من جديد من خلال إحياء يوم 31 مارس كيوم مذبحة الأذربيجانيين. ونحيي بوجع القلب الأعمال الدموية واسعة النطاق التي أُرتكبت ضد شعبنا بشكل سافر".
وفي الختام، تريد السفارة أن تشدد على أن الأذربيجانيين حتى بعد تحرير أراضيهم بقيادة فخامة الرئيس والقائد الأعلى المنتصر إلهام علييف من الإحتلال الأرمني، يواجهون قتلا عمدا ومنظما من قبل السلطات الأرمنية نتيجة رفض الأخيرة تقديم خرائط الأراضي التي لغّمتها خلال 30 عاما من الإحتلال وهكذا تحاول شنكلة عملية العودة الآمنة والكريمة للنازحين واللاجئين الأذربيجانيين الى أراضيهم الأم وتظهر مجددا النوايا الخبيثة تجاه حياة مئآت الآلوف من المدنيين الأذربيجانيين.