لم تتوان جمعية الأسرة البيضاء لرعاية المسنين في الأردن عن تطبيق مجموعة من الإجراءات الوقائية منذ حلول جائحة كورونا، وانتشار الفيروس السريع، وأول هذه الإجراءات كان إيقاف جميع الزيارات والمبادرات، ثم تعزيز خطة الطوارئ، وهي موضوعة مسبقا لكيفية التعامل مع أي طارئ، من أجل الحفاظ على صحة كبار السن في دار الضيافة.
وأوضحت رئيسة جمعية الأسرة البيضاء لرعاية المسنين في الأردن، ميسون العرموطي في حوار مع "الغد” تفاصيل هذه الإجراءات وهي: توزيع العمل على دوريات وعلى مدار الساعة، وتخزين ما يلزم من مأكولات ولحوم ومواد تنظيف وخبز والتقنين في حدود المعقول تحسباً للإغلاقات الطويلة.
وتابعت، قمنا بشراء المعقمات والكمامات والقفازات الطبية وملابس الوقاية للموظفين وخاصة عُمال الرعاية الذين هم على تماس مباشر مع كبار السن، كما استلمنا مجموعة من هذه المواد التي تبرع بها أصحاب الخيرمشيرة الى مراعاة الجمعية للجانب النفسي المهم في هذه المرحلة، وذلك بتهدئة روع المسنين وإخبارهم أنهم في أمان، ونحن كلنا في خدمتهم.
وتضيف العرموطي، منحت مديرة الدار تصريحا للحركة، وبقيت موجودة بشكل دائم ويومياً على رأس عملها، وتم تكليف نائبة المديرة ومسؤول المطبخ والقسم الأكبر من الموظفين وعمال الرعاية بالبقاء ليلاً نهاراً في الدار ولمدة 18 يوماً متواصلة، وبكل رضا اعتبروه واجباً وطنياً، واضطر الموظفون للقيام بعملهم إضافة للترفيه عن المسنين وتسليتهم وتعبئة أوقاتهم حتى يخففوا من مللهم، ويخففوا من خوف بعضهم من الكورونا، ومما يسمعونه من وسائل الاعلام.
وتقول العرموطي، ان التنظيف والمعقمات كانت على مدار الساعة، لافتة الىى ازدياد حالات التنمر من قِبل بعض المسنين، وطبعاً نحن معتادون على امتصاص ذلك، فاستوعبنا ما يمرون به، وفعلّنا دور المختصين الاجتماعيين والارشاد النفسي”.
وتحدثت العرموطي عن أبرز الصعوبات والتحديات التي تقف أمام الجمعية، وهي كما تقول "الاستمرارية والاستدامة في عمل الجمعية مستقبلاً، وهذا يعتمد على توفير المالي. فأعداد المسنين لدينا في تزايد وقدرتنا الاستيعابية حالياً 130 نزيل وقابلة للزيادة إلى 150 أو أكثر”.
وتضيف، نحن أكبر دار ايوائية في الأردن تستوعب نحو ثلث المسنين في الدور الايوائية في الأردن سواء أكانت تطوعية أم خاصة ولدينا "71”، موظفاً في دار المسنين "16” موظفاً في منتدى الرواد الكبار، والمصاريف كبيرة والغلاء فاحش.
وتتابع، وقد تضاعفت أسعار المأكولات ومواد التنظيف وفاتورة الفوط الصحية والأدوية كبيرة، نعم، هم مؤمنون من قِبل الحكومة، لكن في كثير من الأحيان لا تكون الأدوية متوفرة وأمراضهم المزمنة لا يمكنها الانتظار. فنضطر للشراء مثل أدوية الضغط والسكري والقلب والروماتيزم والاكتئاب، كما أن التبرعات نوعاً ما انحسرت بسبب الظروف الاقتصادية للناس، وكذلك بسبب اغلاق باب المبادرات وتخفيف الزيارات مما أثر سلباً على قدرتنا المالية.
وتؤكد أن الجمعية هي جمعية خيرية تطوعية غير ربحية، تعمل تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، وهناك اتفاقية مع الوزارة لاستقبال "110”، نزلاء تتكفل وزارة التنمية بدفع "280”، ديناراً شهرياً لكل نزيل، بينما يكلفنا النزيل الواحد أكثر من "700” دينار شهرياً، لكننا بما أننا ارتضينا أن نكون ذراعاً للحكومة وتطوعنا للقيام بذلك فواجبنا القيام بتوفير الفرق، وذلك عبر التبرعات اليومية والسنوية وعبر التعريف بدور الجمعية الريادي في هذا المجال، وحث المواطنين على دعم هذه الجمعية التي تقوم برعاية فئة غالية على قلوبنا معظمهم من محدودي الدخل ومنحدري الصحة والمتوحدين.
وتتحدث العرموطي عن بعض التخطيط الإستراتيجي المستقبلي التي عملت الجمعية عليها من أجل توفير دخل مادي لإدامة عمل الجمعية، إضافة لدعم وزارة التنمية ودعم جلالة الملك والديوان الملكي العامر والمحسنين، ولكن ارتأينا منذ التأسيس أن يكون لدينا أذرع في المستشفيات لدعم دار المسنين، فقمنا بتأسيس بقالة في مستشفى الجامعة وكافتيريا في مستشفى البشير وكشك في قسم النسائية والتوليد هناك، ولكن ومنذ العام 2012 العمل متوقف في مستشفى البشير بسبب أمور روتينية وصعوبات جديدة أولها تعليمات إدارية لم تكن موجودة سابقاً، مشيرة الى أن البقالة الموجود في مستشفى الجامعة قل دخلها بسبب التعليمات الجديدة وأصبحنا ندفع أجرة سنوية، بينما كنا سابقاً الوحيدين الموجودين منذ التأسيس في محيط المستشفى ودون أجرة سنوية، وبناءً على طلب من إدارة المستشفى عملنا لبيع الهدايا وحاجيات المرضى الضرورية، وكانت المؤسِسات يقمن بالتناوب والبيع شخصياً، ولكن الآن يوجد لدينا موظفة للقيام بهذا العمل هذا كله أثّـر سلباً على التدفق المالي للجمعية.
وتشير العرموطي الى العديد من الانجازات التي تحققت في فترة رئاستها للجمعية منذ ثلاث، حيث أكدت أن هذه الجمعية لها تاريخ عراقة ضاربة جذورها في الأرض وبنيت على أساس صلب، وما قمت به من خلال السنوات الثلاثة الماضية كان البناء عليها حيث عززت دور الهيئة الإدارية، كما فعّلت وعملت على إطلاع الهيئة العامة على كل ما يدور في أروقة الجمعية، حتى يكونوا على دراية بكل الأمور، وبذلت كل ما في وسعي للمحافظة على مقدرات الجمعية والارتقاء بها والاستمرار في عمل الخير والوصول إلى قطاعات متعددة في المجتمع لتعريفهم برسالة الجمعية والتواصل مع الداعمين من الداخل والخارج، وحثهم على البذل والعطاء والتبرع كما عملت على مأسسة بعض التبرعات من الداعمين.
وتتابع العرموطي انها أرست قواعد موجودة وثبتتها بتعيين محامٍ قدير للجمعية يعتبر مرجعاً في كل شأن قانوني ونستنير بخبرته، كما عملت على تعيين محاسب بدوام كامل، وذلك حتى يكون لدينا ضمانة للسلامة المالية، وعملت على مواكبة التقدم التكنولوجي وذلك بأرشفة كل أوراق ومستندات الجمعية حفاظاً على تاريخ الجمعية ومنجزاتها وللحصول على أي معلومة تخصها بأسرع وقت، وضعت نُصب عيني تمازج وتناغم وتكامل العمل بين جناحي الجمعية / دار الضيافة للمسنين ومنتدى الرواد الكبار، والذي يقوم كل منهما بدور هام ومكمل لبعضهما لرعاية كبار السن التي سواء أكان في خدمة النزلاء والقيام على راحتهم وجعلهم يعيشون بكرامة، أو في دور الجمعية في رعاية المسنين القاطنين في بيوتهم ومع أسرهم وتأثير النادي النهاري الثقافي الاجتماعي الترفيهي في تقديم كل ما هو مسلٍ ومفيد لهم ولأسرهم ولمحيطهم.
وأشارت العرموطي الى زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لدار الضيافة للمسنين يوم وقفة عيد الفطر العام 2019 حيث وجه جلالته الديوان الملكي العام للقيام بصيانة شاملة للدار وبكرمٍ منقطع النظير بحيث غدت تحفة للناظرين وأصبحت تضاهي فندقاً من الدرجة الأولى، كما تم استكمال ترخيص الدار مما ترتب عليه توصيل الدار بالصرف الصحي، مما وفر علينا مبالغاً طائلة كنا ندفعها للنضح اليومي وعلى مدار العام، كما تم تعبيد محيط الدار واستقبلنا تبرعات لتنظيم الحديقة الخارجية، عملت على تفويض المسؤوليات مما كان له أكبر الأثر في تيسير أمور عملي في الرئاسة.
وقالت العرموطي، إن المؤسِسة هيفاء البشير بإدارتها دفة منتدى الرواد الكبار والنادي النهاري والعميد المتقاعد منى حدادين بإدارتها القديرة لدار الضيافة للمسنين، ي كان لها أكبر الأثر في سلاسة الأمور داخل دار الضيافة.
وأكدت العرموطي حرصها على بقاء القنوات مفتوحة بينها، وبين مديرة منتدى الرواد الكبار ومديرة دار الضيافة للمسنين والهيئة الإدارية، وخاصة أمينة الصندوق وأمينة السر، والتواصل لم ينقطع وجاهياً أم تلفونياً ليلاً أو نهاراً، وعنوان العلاقة هو الاحترام والايجابية وافساح المجال لهم لممارسة سلطاتهم وضمن مسؤولياتهم، وقد عملت خلال الفترة الماضية على التواصل المستمر مع وزارة التنمية الاجتماعية التي نتبع لها والتي نقع تحت مظلتها، وكانت العلاقة علاقة تفاهم وتعاون واحترام ولم تتوانى الوزارة ومسؤوليها ابتداءً من أعلى الهرم وإدارتها المختلفة على مساعدتنا بشتى الطرق وتسهيل مهمتنا وتفهمهم للعقبات التي نواجهها، ولم يبخلوا علينا أبداً بالمساعدة وتسهيل عملنا والانصات لكل طلباتنا.
ويذكر أن ميسون العرموطي هي محاضرة في مادة المهارات الناعمة، ورئيسة جمعية الصداقة الأردنية الجنوب افريقية، حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال تخصص إدارة موارد بشرية، معهد نيويورك بكالوريوس إدارة الأعمال فرعي علم الاجتماع الجامعة الأردنية، دبلوم في إدارة المكاتب، درست الدستور البريطاني والعربية والكلاسيكية في جامعة لندن، وحاصلة على شهادة في اللغة الفرنسية. المصدر الغد..