كلُ عامٍ وأنتم بخير وبلدنا بخير وحاضرنا بخير ومستقبلنا بخير، بهمةٍ وعزمٍ واصرارٍ على المضي قدماً في تحقيق النجاح المطلوب والتطوُّرِ والتحديث في بيئةٍ يسودُها قبل كل شيء الأمن والأمان، فهما قوتنا ومنعتنا وأولى أولوياتنا، لأننا بدون نعمة الأمن والأمان لن نقدر أن نحقِّقَ التنميةَ المطلوبةَ، ولن قدر ننهض بمجتمعنا ووطننا، لتحقيق المزيد من الإنجازات في المئوية الثانية التي أكرمنا الله بها بتضحيات آبائنا وأجدادنا، وبحكمة وحنكة قيادتنا الهاشمية المباركة.
وإذ يحل علينا شهر رمضان الفضيل لهذا العام وكذلك عيد الفصح المجيد ونحن ما زلنا نرزح تحت أعباء الحياة الثقيلة التي انعكست على كافة جوانب حياتنا الإقتصادية والإجتماعية، فنزعَت منا طبيعة أفراحنا واحتفالاتنا التي اعتدنا عليها في السابق، والتي بنعمة الله تعالى سوف نعود إليها قريباً بوعْيِنا وامتثالنا للتعليمات الرسمية التي تُبذل من أجل أن تعودَ دورةُ الحياةِ الطبيعةِ إلى وضعها السليم، وتستقيم عجلة الإقتصاد وتَطَوُّر الحياةِ العامة.
وما يلفتُ الأنظار هي كلمات وبطاقات التهنئة والمعادية المتبادلة بالمناسبات الوطنية، وبالأكثر بالمناسبات الدينية كشهر رمضان الفضيل وعيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المباركة وعيد المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد وعيد الشعانين وعيد الفصح المجيد وفصل الصوم الكبير وغيره.
وما هذه المعايدات المتبادلة بين أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين تجاه بعضهم البعض إلا دلالة على نجاح سياسة النهج الأردني طيلة المائة عام الماضية في تجذير وتعميق معاني الأخوة والمحبة والوئام الديني في حاضنة الوطن الكبير الذي يَقبل بروح التعددية الفكرية والدينية والإجتماعية والسياسية، والتي تشكل الغنى الحقيقي والتشاركية الصادقة في تفاصيل الحياة الأردنية التي كلُّنا نتشارك بها ونتبارك بها، لأننا إذ نكمِّلُ بعضنا بعضنا ونحفّز بعضنا بعضنا على الفضائل الصالحة وعلى القيم النبيلة وعلى رأسها حبُّ الوطن وخدمةُ الوطن وإعلاءُ راية الوطن خفاقةً عالية، والتي سوف نحتفل بها في السادس عشر من الشهر الحالي.
لتبقى أيامنا كلُّها أعياداً ومناسبات طيبة نتبادل فيها أرق التهاني الصادقة، وبالمقابل تزدادُ قوة تعاضدنا وتكاتفنا في الملمات والأحزان، ففرحنا واحد وحزننا واحد كما أنَ هدفنا واحد هو قوة الأردن ورفعته وتقدمه.