لا أحدا ً يعرف حجم الألم، الذي كان نتاج وباء خبيث ، الا من جربه ، وكان ضحية هذا الوباء ، الذي يمارس حقه ، بالدخول إلى جميع أعضاء الجسم ، ليقتل خلايا بدورها ،تؤدي وظائف حيوية ، فما بين ذاك الامس التي عاشت به بلقيس بني هاني ،صراعاً مع مرض عضال الم بها ، وما بين اليوم نترحم على فتاة كانت زهرة ، وخطفها الموت ، لتذبل ، وتكون شهيدة مرض لا يعرفه الا من جربه ، ولا يعرفه ، الا من فقد لذت الحياة ، فهذا المرض ، هو يقتل نكهة الطعام ، ناهيكم عن قتل اشياء كثيرة ، منها طموحات كانت تسعى لها الشابة بلقيس ،و تحقيق مراد تريد أن تكون به لؤلؤة ، وتعمل بشهادتها العلمية التي، لم تحظى بالحصول عليها ، فأكبر برهان كانت تجاهد بالكتابة ،من أجل تفريغ الطاقة التي لديها قبل وفاتها ، لتكون الان ما قامت بكتابته ، ذكرى ألمت بالوجع لأهلها، ولمن عرفها . حينما سمعنا عن وفاة الشابة بلقيس بني هاني ، كان لدينا يقين تام ، بأنها ستصبح شهيدة على إثر مرض سرطان ، الذي قال لها ، سوف اهزم إرادة كل من يريد قتلي ،حينها الشهيدة بلقيس لم تكن تعلم ، بأنها سوف تكون الان بين يدي الله عز وجل ، الذي أكرم على عباده الصالحين ، بأن ما بعد الضيق الا الفرج . ها هي بلقيس بني هاني، الان ترقد لدى الله عز وجل ، احتسبت أمرها قبل وفاتها ، بأنها ستكون لدى ، رب السموات والأرض ، الذي عادل في أفعاله وأقواله . وفي هذا اليوم الاحد الذي يعد السابع عشر من أيام شهر رمضان المبارك ،نستذكر الشابة التي نحتسبها لدى الله عز وجل ،شهيدة مرض عضال الم بها ، قائلين لها : نسأل الله العلي القدير لكِ أن يتغمدك بواسع رحمته ،وان يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ،اللهم امين ، وأنا لله وأنا اليه راجعون .