جميعنا نعرف أن أعلى قمة جبلية في العالم هي سلاسل الهيمالايا، وأشهرها "ايفرست"، لكن ماذا لو سألك أحد ما هي أعمق نقطة على سطح الأرض، كثير منا لن يستطيع الإجابة على هذا السؤال كما أن الأكتشافات البحرية، ليست كافية ونحن على الجانب الآخر خضنا غماراً في الكشف عما فوق سطح البحر.
تخيل معي أعمق نقطة على سطح الأرض تتجاوز بكثير، إرتفاع جبل "ايفرست"؛ حيث يمكنك ببساطة أن تضع جبل "ايفرست"، وإرتفاعه 8850 متر في المحيط، بالإضافة إلى ما يُعادل ثلاث أبنية من برج الخليفة فوق الجبل؛ لتكون أعمق نقطة على سطح الأرض "خندق ماريانا".
كما نعرف أن الحياة فوق جبل "ايفرست" تكاد تكون مستحيلة؛ بسبب التغيرات الجوية فهل تتخيل كيف ستكون الحياة في "خندق ماريانا"؟ تحت هذا الضغط الجوى الشديد.
يقع خندق ماريانا أعمق نقطة في سطح الكرة الأرضية، في غرب المحيط الهادي إلى الشرق من جزر ماريانا الشرقية، ويبلغ طولها حوالي 2550 كيلومتر، وعرضها 69 كيلومتر، والعمق 11.03 كيلومتر تحت البحر على شكل حرف "V".
تعود تسمية "خندق ماريانا" بهذا الاسم لجزر ماريانا المسماة بواسطة "أنغولا" عام 1668، والتي كانت مستعمرة إسبانية وقد سميت الجزر بهذا الاسم؛ تكريماً لملكة إسبانيا "ماريانا" من النمسا أرملة ملك اسبانيا "فيليب الرابع".
تم إكتشاف خندق ماريانا عام 1960؛ حيث تم القيام بأول رحلة إلى قاع خندق ماريانا "تشالنجر ديب"، ولم تبق الغواصة سوى القليل من الوقت، ولم يتمكن العلماء من إكتشاف الكثير، وبعد ذلك تم القيام برحلات ل"خندق ماريانا"؛ لرسم خريطة المنطقة وجمع العينات ولم يتمكن البشر من الوصول إلى القاع حتى عام 2012، ويعد "جيمس كاميرون" أول رجل في التاريخ يصل إلى أعمق نقطة على سطح الأرض، ولكن كل الإكتشافات السابقة كانت على علم بوجود الخندق، وتأتي لإكتشاف بقعة جديدة منه،
بينما يُعد الإكتشاف الأول للخندق الذي تم من قبيل الصدفة بواسطة السفينة البريطانية "HMS challenger" حيث كانت في رحلة لدراسة المحيطات والكشف عن أعماقها في رحلة استكشافية لمدة 4 سنوات من 1872 _ 1876، وكان النظام المتبع لقياس الاعماق في ذلك الوقت هي حبال؛ لقياس الطول محددة بعلامات وفي نهايتها قطعة ضخمة من المعدن، ومع كل 225 متر، تتوقف السفينة؛ لقياس العمق وعند وصولها بالقرب من جزر ماريانا حدثت المفاجأة؛ حيث استمر الحبل في النزول إلى المالانهاية، وكان طوله 8000 متر؛ حينما ضرب المعدن القاع.
من المخلوقات التي تعيش في خندق ماريانا:
1) حوت أوركا على عمق 60 متر وتسكن هذه الحيتان المياه الضحلة.
2) السمكة المجوفة العملاقة على عمق 200 متر وتعد أصل الثعابين البحرية، ويصل طولها 11 متر، وتسبح أحياناً للسطح؛ لإخافة البحارة والمستكشفين.
3) الحوت الأزرق على عمق 500 متر وهو من أكبر المخلوقات على سطح الأرض.
وهناك الكثير من المخلوقات المهيأة للحياة تحت هذا الضغط الجوي الشديد، والشعاب المرجانية، إلى جانب "ويست ماتا" أحد أعمق البراكين المحيطة في العالم، وكان آخر ثوران له عام 2009.
هل تتخيل عودة الديناصورات بالطبع الجميع سيقول هذا مستحيل ولكن ماذا لو قلت لك أن قرش "الميجالدون" أحد -القروش المنقرضة- قديما ربما يقبع في قاع "خندق ماريانا" بالطبع ستصاب -بالدهشة- وهذا طبيعي فالأمر لازال حتى الآن يُحير العلماء حيث وجدوا أثر أسنان قرش الميجالدون، بالإضافة لألتقاط صوت مشابه لصوته، ولكن لازال الأمر حيز الدراسة وليس هناك رأي قاطع برؤيته حتى الآن؛ ولكن ماذا لو كان موجود؟.
اخيرا احب أن أقول لك أن العالم واسع كبير، وما دمنا على قيد الحياة سنستمر في إكتشاف المزيد والمزيد من صُنع الخالق القدير.