يباشر مجلس الأعيان العمل بهذه المبادرة الوطنية المنبثقة من الرؤى الملكية التي تشير دائما نحو الشباب جيل المستقبل بأفكاره وطاقاته ومبادراته، واهمية التعرف على همومه والتحديات التي تواجهه، لذلك أقر مجلس الأعيان لجنة خاصه تسمى لجنة مبادرة الحوار الوطني الشبابي برئاسة العين رابحة الدباس وعضوية ١٣ عضو من أعضاء مجلس الأعيان.
لتعزيز قيم الحوار بين الشباب والتركيز على تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم ومواهبهم في أحداث التغيير الإيجابي في كافة المجالات، وتمكينهم من المشاركة في صنع القرار لبناء مستقبل أفضل.
من خلال حلقات حوارية شبابية يتم فيها عرض أهم الموضوعات ذات العلاقة بالشباب وتطلعاتهم والتحديات التي تواجههم، وذلك بهدف الخروج بحلول عملية وأفكار مبتكرة وسياسات فاعلة ، حيث بإمكان الشباب من الذكور والإناث على اختلاف مجالات اختصاصهم وفئاتهم العمرية المشاركة في الحلقات الشبابية بفرص متساوية للتعبير عن ارائهم ومشاركة أفكارهم للخروج بأفضل الحلول .
وتهدف مبادرة الحوار الوطني الشبابي لعدة أمور أبرزها :
إرساء ثقافة الحوار بين أبناء المجتمع الواحد، على أسس من قيم التسامح وإحترام الأخر وتأكيد التعددية و حق الآخر في الاختلاف السياسي والفكري والديني والمذهبي من غير إقصاء أو تشويه أو تخوين أو تكفير.
كما أن هذه المبادرة تسعى الى تسليط الضوء على الأوراق النقاشية التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وما جاءت به من رؤى لتفعيل دور الشباب في جميع المجالات .
وتركز المبادرة على التفاعل والتكامل في أدوار مؤسسات المجتمع الأساسية (البيت، المدرسة، المسجد، الإعلام) للتصدي لثقافة التطرف والتصنيف والإقصاء بين جميع مكونات المجتمع الأردني والعمل على شيوع ثقافة التكاتف والاعتدال والتسامح، و ضرورة الحوار بين الأديان والثقافات في مواجهة أعمال العنف وإيجاد الطرق الكفيلة لمواجهة موجات التطرف الفكري والتكفيري..
كما تعمل المبادرة على التشبيك مع جميع الجهات والمؤسسات المختلفة المهتمة في فئة الشباب على سبيل المثال، وزارة الشباب، وزارة الثقافة، مؤسسة ولي العهد، هيئة شباب كلنا الأردن لمواجهة خطاب الكراهية، والحفاظ على تماسكنا الاجتماعي، لأن المواجهة تبدأ من إدراك حجم التحديات التي تواجهنا، والتحلي بالقيم النبيلة، والعودة الى تقاليدنا الراسخة، واحترام الاخر، وقبول التنوع.
ولعل أهم الأهداف التي تسعى مبادرة الحوار الوطني الشبابي لتحقيقها هي تعزيز قيم التطوع والتعاون وثقافة الحوار المستند إلى الثوابت الدينية والوطنية، عبر الإسهام بتوفير البيئة الحاضنة والملائمة لإشاعة ثقافة الحوار والتنوّع داخل المجتمع، لجذب كل الطاقات الشبابية، والتأكيد على أهمية فتح خطوط التواصل مع الشباب، واستيعاب كل طاقاتهم وأفكارهم.
و تعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف بين جميع الأطياف الفكرية والشرائح المجتمعية، خصوصاً لدى شريحة الشباب لأنها أكثر شرائح المجتمع تأثيراً وتأثراً، وهو ما يستدعي حشد تلك الطاقات الشابة لصناعة جيل يؤمن بوحدته وثوابته الوطنية.
و تحقيق التفاعل مع الشباب والاستماع لآرائهم وأفكارهم، والتشجيع على تبادل الخبرات والمعارف والمعلومات فيما يتعلق بالمبادرات الشبابية المختلفة وتعميق أواصر التواصل والتعاون المشترك فيما بينها.
و تعزيزا لأهمية التنمية الذاتية بين الشباب وإبراز دورهم في الإبداع والتفكير، وابراز دورهم الفعال والمؤثر في عملية التنمية بجوانبها العديدة من خلال تشجيع الشباب على بدء المشاريع الريادة التي تساهم في تنشيط الاقتصاد و دعم المشروعات الشبابية المبنية على أسس علمية ابتكارية طموحة.
كما تسعى هذه المبادرة الى إيصال صوت الشباب حيث يتم جمع جميع التوصيات التي تمت مناقشتها بعد كل زيارة ورفعها لدولة رئيس مجلس الاعيان للعمل بها .
ومن هنا يمكننا أن نقول بأن مبادرة الحوار الوطني الشبابي تعتبر من اولى المبادرات التي تسعى للدمج بين حكمة اعضاء مجلس الأعيان و طاقة الشباب بفكره وتطوعه وأفعاله ... لبناء هذا الوطن والسعي لعزه ورفعته وتفتح المجال نحو حوار وطني مكتمل الأركان للإطلاع على فكر الشباب وطموحهم والتحيات التي تواجههم عن كثب .