بإطلالتي الأسبوعية عليكم في هذا اليوم المبارك في الجمعة الرابعة" اليتيمة" من شهر رمضان الفضيل ، فإنه لمن دواعي غبطتي وسعادتي أن أتوجه إليكم جميعا بأخلص التحيات الطيبات، سائلا رب العباد أن يحفظكم ويمتعكم بموفور الصحة والعافية والسعادة، وأن يهدينا سواء السبيل، فأوصيكم الإجتهاد في طاعة الله، ولزوم ذكره، وتكون طاعة العبد لربه من خلال الإلتزام بأوامره وتطبيقها، والاهتمام بشرع الله، فالله سبحانه وتعالى هو الأحق بالطاعة والعبادة، فلا يوجد رب سواه، ولا معبود بحق غيره جل في عُلاه، حيث إنّ الإيمان لا يصح إلّا بطاعة الله، وتقترن الطاعة بالنهي عن الكفر بعد الإيمان، والإجابة لأوامر الله. طاعة الله مظهر من مظاهر العبودية الحقيقية لله سبحانه وتعالى، وهي إلتزام أوامره واجتناب نواهيه، ولا تنحصر طاعة الله في مظهر سلوكي معين، فهي تتعدد وتتنوع لتشمل جميع مظاهر السلوك الإنساني الإيجابي، وأنشطة الحياة البناءة المختلفة، ولأن العبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه الباطنة والظاهرة، ولها مفهومان عام وخاص، وهما معاً يشكلان وصف العبوديَّة الحقيقية لله سبحانه، وللمحافظة على ديمومة طاعة الله فوائد عظيمة، فهي للفرد راحة وطمأنينة وسعادة، ونجاح في الحياة، وهي بالنسبة للمجتمع تماسك وترابط وانتشار للمحبَة بين أبنائه، وهي للأمة تقدم ورفعة وسؤدد وازدهار، وبخلاف ذلك يكون الشقاء والضنك والذل، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أم الجماعة الله، والحال كما هو فيما اختاره الله لنا بهذا الفيروس الذي علمتنا أزمة كرونا ذلك الإحساس المفقود لدينا في طاعة الله الشعور بلذة الطاعة، واستمتاع الجسد والروح بمناسك العبادات وفروضها ونوافلها هو غاية كل مؤمن ، لأن العبادات ليست مجرد حركات وأفعال بدنية تؤدى دون أن يكون لها وقع وتأثير في النفس والروح، ولا يفوتنا الأدعية وألستنا تلهج بالدعاء والتذلل والتضرعِ إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم، مع الأخذ بالإحتياطات والتدابير الصحية، والتباعد ولبس الكمامات التي بها نحقق مبتغانا لا محالة، ولذلك يكون راضيا بما قدره الله، محتسبا الأجر والخلف من الله الكريم، وبها ترفع الإبتلاءات والمحن، ونجاة من الأخطار، ومقاومة العدو الخفي ورفع الوباء، مع إتصاف بالوعي والإلتزام بالتعليمات ومعايير السلامة، لننتصر على الجائحة، وننعم بنعمائه مهما زادت، وارتفعت التحديات، والأزمات والشدائد والإبتلاء والويلات، والمدلهمات وارتقت وتيرتها ولا نعرف المستحيل. وجمعة مباركة طيبة. أخوكم المستشار عبد الناصر نصار.