في الندوة التي شرفها معالي امين عمان د٠يوسف الشواربة يوم أمس السبت 4/29 في منتدى الرواد الكبار٠٠٠القى المؤرخ عمر العرموطي الكلمة التالية
مئوية المملكة/ ومرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية الهاشمية
-هجرات الأرمن والأكراد والدروز والبشناق والألبان وغيرها إلى العاصمة عمان.
-الأردن إستقبل الهجرات من مختلف أنحاء العالم الباحثين عن الأمن والأمان.
•إعداد/ الباحث: عمر العرموطي
•مؤلف ومُعِد / موسوعة عمان أيام زمان
ندوة في مُنتدى الرُوَّاد الكبار بتاريخ 29/5/2021م
بسم الله الرحمن الرحيم
... أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة
... أحييكم في هذا الصباح العمَّاني الجميل... وكل عام وأنتم بخير بمناسبة الإحتفال بعيد الإستقلال ومئوية المملكة
مقدمة:
يمتاز الأردن بأنه فتح ذراعيه لكل العرب... فكان الأردن وحدوياً وعروبياً... وكذلك فإن الأردن بما امتاز بالأمن والأمان والإستقرار قد استقبل هجرات عديدة من الدول المجاورة وأهمها الهجرات الفلسطينية إضافة لهجرة عدد من إخواننا العرب من مختلف أنحاء الوطن العربي لأن النظام الهاشمي في الأردن عروبي ووحدوي وفتح ذراعيه لكل العرب...
... وقد جاءت إلى عمان والأردن هجرات من مناطق مختلفة من العالم ومنها الهجرات الشركسية وهجرة الشيشان والأرمن والأكراد والدروز والبشناق والألبان وغيرها من مناطق مختلفة من العالم...
... وكل هذه الهجرات إنصهرت مع المجتمع الأردني لتكوِّن فسيفساء جميلاً وتنوُّعاً ثقافياً أثرى المشهد الثقافي والإجتماعي الأردني... علماً بأنه قد ظهرت من بين هؤلاء المهاجرين الذين جاءوا من كل حدبٍ وصوب قيادات سياسية واقتصادية وعسكرية وأكاديمية ومهنية كان لهم دور كبير في نهضة الأردن الحديث ونحن الآن نحتفل بمئوية المملكة ومرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية الحديثة الهاشمية... علماً بأن هؤلاء المهاجرين من مختلف الأصول والمنابت وهم أردنيون ولاؤهم وانتماؤهم أولاً وأخيراً للأردن ويفتخر الوطن بهم وبإنجازاتهم...
... باختصار فإن الأردن مأوى لمن لا مأوى له وهو وطن لكل من يبحث عن الأمن والأمان والسلام...
... لقد تعامل الأردن الرسمي والشعبي مع هذه الهجرات الأخيرة بإنسانية وبأسلوب حضاري وعمل جاهداً لتوفير الخدمات الرئيسية لهؤلاء المهجّرين رغم شُح الإمكانيات..
... وإن ذلك يُسجل للأردن وقيادته الهاشمية حيث يحظى الأردن باحترام دولي وتقدير كبير من المنظمات الدولية.
*** وسوف أتحدث في كلمتي عن هجرات الأكراد والأرمن والدروز والبشناق والألبان وغيرها إلى العاصمة عمّان....
الأكراد في عمان والأردن
يعتبر الأكراد من أوائل من توطن مدينة عمان بعد الشركس في أوخر القرن التاسع عشر الميلادي وكانوا موجودين في حي خاص بهم عرف باسم (حارة الأكراد) وكان توفيق محمد مختار هذه المحلة.
ويُعد فرج بن علي الكردي أول من سكن مدينة عمان سنة 1887م.
الأكراد الأردنيون في عهد الإمارة الأردنية 1921م – 1946م:
لعبت بعض الشخصيات الكردية دوراً بارزاً في الحياة السياسية طيلة عهد الإمارة، وقد برزت شخصيات كردية في هذا العهد أمثال سيدو علي الكردي، علي الكردي، خير الدين الزركلي، سليم آغا السعدون، سعد جمعة (رئيس الوزراء الأسبق)، مدحت جمعة، حسني سيدو الكردي أمين العاصمة (الأسبق)، والوزير السابق د. يوسف ذهني.
الدروز في الأردن
بنو معروف في عمان:
وقد سكن عدد من بني معروف في العاصمة عمان منهم كل عائلات الدروز الموجودة الآن ومنهم سكنوا في جبل القصور، وسكن بعضهم بمنطقة المهاجرين، ثم خرج بعض بني معروف الى القرى والمدن الأردنية.
رشيد طليع
رشيد طليع كان أول رئيس حكومة في إمارة شرق الأردن وهو من بني معروف.
فؤاد سليم
وهو من بني معروف وعند بداية تأسيس إمارة شرق الأردن كان من المؤسسين في الجيش العربي تحت قيادة بيك باشا.
هجرة الأرمن إلى عمان
قصة مجيء الأرمن إلى عمان
وصل الأرمن إلى عمان عام 1915م سكنوا حول سيل عمان قبل أن يسكنوا في حي الأشرفية، وكان (بذلك الوقت) يوجد بعمان الشركس وعشائر البلقاوية بجانب سيل عمان عام 1915م.
ومنذ اليوم الأول لمجيء الأرمن إلى الأردن رحب بقدومهم أهل عمان (في ذلك الوقت) أي قبل عهد الإمارة عام 1921م... ومن بين الوجهاء الذين رحبوا بقدوم الأرمن إلى عمان كان الشيخ منور الحديد والشيخ شاهر الحديد والشراكسة.
حي الأرمن / جبل الأشرفية
مع مرور الوقت بدأ الأرمن بالإتجاه من السيل إلى جبل الأشرفية... والسبب هو أن الهواء هنا أفضل ولأن الأشرفية هي أعلى منطقة بعمان تقع فوق مرتفع جبلي عالٍ بعمان فهم كانوا في وطنهم الأم (أرمينيا) بلاد جبلية أهل جبال لذلك فإن (حي الأرمن) في عمان/ جبل الأشرفية يذكرهم بالوطن الأم (أرمينيا)... وبعاصمتهم يريقان...
ويقع حي الأرمن في المنطقة الواقعة تحت جامع أبو درويش في الحارة التي تقع أسفل الجامع والحي لا زال موجوداً حتى الآن...
خياط الجيش.. وخياط الملك المؤسس الخاص (هايك بلتكيان)
(هايك بلتكيان) وهو أرمني كان خياط الجيش العربي والخياط الخاص للمك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين... وقد منحه الملك المؤسّس لقب باشا.
المصورون الأرمن
(هايك بربريان) وهو (المصور الخاص) للملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين منذ عام 1920... وكان محله عند البنك العربي / ساحة الملك فيصل.
-(يعقوب تورانيان)
-(زهراب مركريان) الذي كان المصور الخاص للملك الراحل الحسين بن طلال.
•الأرمن الذين عملو بالصناعة
-(عبدو خرمندريان) الذي كان يعرف بعمان بـ (عبدو الأرمني) فقد عمل بصناعة الألمينوم والحدادة.
-(ليون أورفلي) الذي قام بتأسيس مصنع لصناعة المعكرونة في منطقة الحمرانية بالقرب من الإذاعة والتلفزيون الأردني.
الأرمن الذين وصلوا إلى رتب عسكرية في الجيش:
أذكر منهم:
1.(اللواء كريم أوهان) الذي ترقّى إلى رتبة لواء، وكان مديراً للأمن العام في الأردن مطلع الستينات من القرن الماضي.
2.(هيراتش أتمزيان) الذي ترقى إلى رتبة عميد وكان منصبه مديراً للأشغال العسكرية في الجيش.
هجرة البشناق للأردن
هجرة البشناق وهم بالأصل من (البوسنة) فقد هاجرت أعداد منهم إلى فلسطين، ومن فلسطين جاءوا إلى الأردن بأواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين...
... ومنهم (المرحوم المهندس مروان بشناق) الذي عمل كمدير عام لشركة الكهرباء الأردنية لمدة طويلة (عشرات السنين)... وتوفي قبل أشهر – رحمه الله –
شخصيات أردنية عمّانية من أصول مختلفة
-محمد فوزي (والد معالي المهندس أحمد فوزي أمين العاصمة الأسبق)... كان الجيش العربي سابقاً والأمن العام لاحقاً، متميزاً بفرقة الموسيقى التي كانت بالأعياد والأفراح تجوب الشوارع وتتوقف في المدرج الروماني بعمان.... وكان مُدِّرب الموسيقى هو (محمد فوزي) – والد معالي المهندس أحمد فوزي أمين العاصمة الأسبق وقد أحضره بيك باشا عندما استلم قيادة الجيش لأنه خدم بمعيته بالسودان.
-القائد عمر لطفي المُغربي: أصله من المغرب ومن ضباط الثورة العربية الكبرى... وكان قائداً للمدفعية وكان من أطول الضباط وأضخمهم حجماً....
-آل الورنة لي (من فارنا/ بلغاريا)... وكان من بين المُهاجرين للأردن منذ أمد بعيد (آل الورنه لي) وهم بالأصل من (فارنا) في بلغاريا ومن هناك جاءوا إلى تركيا ومنها إلى الأردن... ومنهم:
-أنور مصطفى (الورنه لي)... وقد عمل في الديوان الملكي الهاشمي لمدة (50 عاماً) منذ عهد الملك المؤسس وحتى عهد جلالة الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – وأصبح بمنصب ناظر الخاصة الملكية.
-المرحوم د. محمد نوري شفيق... يُقال أنه من أصل ألباني (أرناؤوط)... وقد تولى منصب رئيس مجلس الإعمار... كما تولى منصب وزير التربية في أوائل الثمانينات من القرن الماضي...
-الشيخ محمد الأمين الشقيطي... وهو من مواليد عام 1905 وهو من (بلاد شنقيط) – موريتانيا -... وقد شغل في الدولة الأردنية مناصب عديدة منها: نائب رئيس وزراء ووزيراً للتعليم وقاضياً للقُضاة ومُفتياً عاماً للمملكة... وقد أصبح سفيراً للأردن لدى المملكة العربية السعودية لعدة سنوات...
-رشيد باشا المدفعي: وهو من أصل عراقي... يُعتبر أول وزير دفاع للمملكة الأردنية الهاشمية وذلك في حكومة توفيق أبو الهدى الثانية عام 1939 خلال فترة الإمارة الأردنية...
-جميل نظيف الترك: الأصل من تركيا... عمل مديراً لمكتب رئيس الوزراء الراحل الشهيد وصفي التل... وكذلك في عهد رئيس الوزراء الأسبق زيد الرفاعي.
-الشيخ عبد الله سراج: صار رئيساً للوزراء في الأردن في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي... وهو حجازي من الذين جاءوا مع الملك المؤسس عام 1921م وهو – أول وآخر رئيس وزراء (مُعمَّم) بتاريخ الأردن لأنه كان يضع العمامة على رأسه.
-حامد البنداري: في الأردن كان الأمن العام والجيش في بادىء الأمر موحّداً، ولكن ذلك قد تغيَّر ولا سيما بعد مجيء (حامد البنداري) عام 1923م وهو مصري الجنسية ومن الذين عملوا مع (بيك باشا) في السودان، حيث تولَّى البنداري تنظيم وتهيئة الشرطة فأصبح الزي الخاص بشرطة العاصمة يختلف عن الزي الخاص بالشرطة في مناطق الإمارة...
-علي باشا عابدية (من ليبيا)... (علي باشا عابدية) الذي لجأ إلى الأردن مع مجموعة كبيرة من الثوار الليبيين الذين كانوا مع المُجاهد عمر المختار ضد الإستعمار الإيطالي فمنحهم جلالة الملك (سمو الأمير) – آنذاك – أرضاً في مدينة المفرق، وقام بتعيين (علي باشا عابدية) رئيساً لبلدية المفرق لأنه لم تكن هُناك مُوازنة من أجل الصرف على اللاّجئيين السياسيين (آنذاك)... وبعد استقلال ليبيا عاد علي باشا ومعظم الليبيين إلى بلادهم ليبيا، وبقي عدد بسيط منهم في المفرق وأصبحوا مواطنين أردنيين... وقد مُنحت لهم الجنسية الأردنية...
المراجع:
1.موسوعة عمان أيام زمان (9 أجزاء) / إعداد: عمر محمد نزال العرموطي.
2.مذكرات اللواء حكمت مهيار (مدير الأمن العام الأسبق)/ إعداد: عمر محمد نزال العرموطي.