ضمن احتفالات الجامعة الهاشمية بمئوية الدولة الأردنية، رعى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون، الندوة العلمية التي عَقَدَها قسم اللغة العربية وآدابها لمناقشة كتاب: "أولئك آبائي: تراجم أهل الأردن المنسوبين صراحة إلى المدن الأردنية في المصادر التراثية" جمع وتحقيق الأستاذ الدكتور عمر الفجاوي أستاذ الأدب الجاهلي بالجامعة، وأدار الندوة الأستاذ الدكتور سلطان المعاني نائب رئيس الجامعة الهاشمية، وتحدث في الندوة كل من الأستاذ الدكتور وائل عربيات أستاذ الفقه في الجامعة الأردنية، والأستاذ الدكتور مهند مبيضين أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية، والأستاذ الدكتور عليان الجالودي أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة آل البيت، والأستاذ الدكتور أحمد الحراحشة أستاذ الأدب الجاهلي في جامعة آل البيت، والدكتور بدر الماضي أستاذ العلوم السياسية المساعد في الجامعة الألمانية-الأردنية.
وقال الدكتور فواز الزبون إن دور الجامعات ينطلق من البحث العلمي الرصين، والإنتاج العلمي والمعرفي المفيد، وإقامة مجالس العلم التي تكرِّس القيم الوطنية، وأضاف ننتدي اليوم ونحن في أمس الحاجة إلى المزيد من البحث العلمي في التراث الثقافي والاجتماعي والعلمي الوطني.
وأكد رئيس الجامعة أن "الهاشمية" وهي تحتفي بمئوية الدولة الأردنية مستمرة في الاحتفاءِ بهذه المناسبة بما يليق بالمناسبة والجامعة بحيث يكون الاحتفاء علمياً ومنجزًا بحثيًا وإنتاجًا معرفيًا مستدامًا.
وتحدث الدكتور وائل عربيات مؤكدًا أن العلماء وأهل العلم هم من يصنعون الأفكار والمعارف والعلم، وأضاف أن الكتاب غطى مرحلة تاريخية هامة من مسيرة الأرض والإنسان الأردني التي تؤكد على استمرارية هذه البلاد في المساهمة الحضارية والفكرية.
وأوضح أن الكتاب أتى بالبرهان ليكشف الحقائق عن مكنونات بلادنا وركائزها الفكرية ونفض الغبار عن طبقاتها العلمية وتراجم علمائها، ودعا إلى أن يكون الكتاب باكورة إنتاج سلسلة من البحوث والدراسات التي توضح الحقائق الجلية عن بلادنا.
وقال الدكتور سلطان المعاني إن هذا الاحتفال يليق بمئوية الدولة الأردنية وذكرى الاستقلال الخامسة والسبعين في حفر معرفي في التاريخ الثقافي للوطن الأردني ضمن (13) قرنًا ليؤكد على الإسهامات الحضارية والمعرفية والعلمية التي حققها الآباء والأجداد في هذا الوطن العزيز الذي كان مقرًا ومستقرًا على الدوام.
ورأى الدكتور مهند مبيضن أن الدكتور فجاوي عالم كبير تَطوَّعَ لاستعادة النموذج المفقود اليوم في البحث الرصين والمضني عن أهل العلم والعلماء ممن ينتسبون صراحة إلى أرض الأردن عبر تاريخ طويل، وأضاف أن الدكتور فجاوي تتبع السير بشكل غير مسبوق ودرس التاريخ من الأسفل ووثقه في سفر علمي جاد.
الدكتور عليان الجالودي أوضح أن كتاب أولئك آبائي إضافة إلى جهد السابقين، وقدم محاولة جادة في إحياء علم التراجم ضمن منهجية علمية عميقة في ترتيب المدن الأردنية وضخامة حجم التراجم نحو (600) ترجمة للصحابة والعلماء والقادة من أهل الأردن انتسبوا صراحة للمدن الأردنية. ووصف هذا الكتاب بالـ"كنز" للقارئ العادي والباحث الجاد إذ وضع مادة معرفية دسمة أمام الباحثين.
وذكر الدكتور أحمد الحراحشة أن هذا الكتاب دلَّ على عراقة هذا الوطن العزيز في التاريخ العربي والإسلامي والتاريخ القديم كذلك، وهو مستمر في مسيرة العراقة في التاريخ الحديث، وأضاف أن الكتاب التزم بمنهجية صارمة لم يحد عنها إطلاقا، وعاد إلى حوالي (240) مصدرًا تراثيا وكان أمينًا في نقل الترجمات.
ولفت الدكتور بدر الماضي إلى اهتمام الكتاب بـ"أمهات الأردنيين" نساء هذه الديار الأردنية والدور الكبير لهن في الإسهامات الحضارية والمعرفية وقد حلّقنَّ بعيدًا في العلم والثقافة والمعرفة، داعيًا إلى البناء على هذا الجهد المعرفي والبحثي الكبير حتى لا نخذل أبائنا ونُكِّرم علمائنا في كل محفل وكل زمن.
وفي الختام قّدم الأستاذ الدكتور عمر الفجاوي الشكر والتقدير لأعضاء المجلس العلمي على مناقشتهم للكتاب، وأوضح أن الكتاب جاء في (710) صفحات، وكتب المقدمة رئيس مجمع اللغة العربية الأردني د. خالد الكركي، كما بوّب الكتاب وفق المدن الأردنية تبويبا هجائيا؛ إذ تتبع الأعلام المنسوبين صراحة إلى المدن الأردنية، كما نسبتهم المصادر، فتحصل له نحو (600) علم من القرن الأول الهجري حتى القرن الثالث عشر الهجري، وأثبت أسماء صحابة ينتسبون إلى المدن الأردنية، وحدث عن كبار الفقهاء والمحدثين والأطباء والنساء الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في ابتناء الحضارة الإنسانية طوال هذه القرون. وقال إنه اعتمد التقسيم الجغرافي للمملكة الأردنية الهاشمية حاضراً.