يعمد البعض إلى إنشاء بريد إلكتروني واحد للتسجيل في مختلف المنصات ذات العلاقة، ويمنحون الأذونات الخاصة بالوصول لمواقعهم الجغرافية وصورهم الخاصة وبياناتهم عند تحميل أي تطبيق على هواتفهم الذكية ما قد يعرض خصوصيتهم للاختراق، مع كل ما يصحب ذلك من مشكلات متوقعة.
ويحذر متخصصون من عمليات القرصنة الرامية لجمع المعلومات عن المستخدمين بهدف بيعها، أو لأغراض الاحتيال الالكتروني وسرقة الحسابات، داعين الى تكثيف الجهود في نشر الوعي وتعزيز ثقافة الحذر من القرصنة عبر متابعة رسائل وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، وكذلك تفعيل دور الاسرة الرقابي. منسق برنامج الأمن "السيبراني” في جامعة اليرموك الدكتور يزن الشبول، يشير الى إمكانية ضمان مستوى أكبر للخصوصية عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة موقع "فيسبوك”، حيث أن من الضروري ضبط الإعدادات لإلغاء السماح بمعرفة مكان الاشخاص والتحكم بمن يمكنه النشر على صفحة المستخدم.
وحذر الشبول من عملية استغلال الأطفال عبر الفضاء الإلكتروني المفتوح بما أسماه بـ "هجمات التصيد”، التي قد تستهدف التواصل مع الفئات العمرية الاصغر، لمحاولة إيقاعهم ببعض المحظورات، مؤكدا أن من الممكن أن يرسل القراصنة ملفات وتطبيقات تتضمن "فيروسات” تدمر وتخترق الحسابات الموجودة على الهاتف المحمول، داعيا البالغين الى عدم التواصل مع أي شخص مجهول والتنبه أثناء القيام بعمليات الشراء عبر "الانترنت”، لتفويت الفرصة على المقرصن من الوصول للمعلومات البنكية التي تعد هدفا له، والبقاء على مسافة أمان من كل محاولة لطلب معلومات الحساب بذريعة الحاجة للمال من جهات اتصال مقربة تمت قرصنتها.
من جهته، اشار الصحفي المتخصص في أمن المعلومات ثامر العوايشة، الى اهمية الإلمام بثقافة أمن المعلومات والاستخدام الآمن للتطبيقات، داعيا الى عدم التفاعل مع المنشورات والرسائل التي تبدو بظاهرها مسلية وتستثير فضول المتلقي لاحتمال أن تكون برامج تجسس على البيانات المخزنة. وأكد ضرورة التفريق بين الناحيتين الشخصية والعملية لدى استخدام التقنيات المختلفة، وضرورة تخصيص هاتف للعمل وآخر شخصي.
ويؤكد العوايشة ان من الافضل استخدام تطبيق "الواتساب” للعمل كونه الأكثر أمانا خلال المراسلة لاعتماده خاصية التشفير بين المتواصلين، لافتا الى ان تطبيق "الماسنجر” تكون معلومات المراسلة عبره متاحة للقراصنة.
وأشار الى احتمالية وقوع الأطفال فريسة للألعاب الإلكترونية التي قد تبث مقاطع صوتية تحمل رسائل غير مباشرة أثناء اندماجهم باللعب، بالإضافة إلى قيامهم بالتحدث مع الغرباء في غرف الدردشة التابعة لها، منبها الى أهمية مراقبة المعلومات الواردة لهواتف الأبناء من خلال ربطها بالبريد الالكتروني للأب أو الأم.
من جانبه، يقول خبير أمن المعلومات الدكتور محمد العثمان، ان حسابات موقع "فيسبوك” ترتبط في الغالب بغيرها، حيث تعج بكل الاخبار والتفاصيل المتعلقة بالناس، لذا يبدأ تأمين الحسابات والتطبيقات المثبتة على الهاتف النقال بتعيين كلمة المرور بطريقة آمنة يصعب على تقنيات كشف كلمة السر اختراقها، بحيث تتكون من 8 خانات على الأقل وتتضمن الأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام والرموز، فضلا عن الحرص على عدم تضمين المعلومات الشخصية فيها.
ويوضح العثمان، ان من الصعب قرصنة أي حساب إلكتروني في حال عمل مصادقة ثنائية له والتي تقوم بدورها بإرسال رمز معين، يكون بمثابة صمام امان للوصول للحساب، إلى جانب تفعيل خيار الإشعار الذي يكفل وصول تنبيه عند كل محاولة تسجيل دخول من جهاز آخر واعتماد موقع جغرافي واحد لفتحه وتجنب استخدام الشبكات المفتوحة في الأماكن العامة منعا لأي اختراق.
وأشار الى أنه في بعض الأحيان قد يستخدم المخترقون حسابات لأصدقاء على منصة ما مثل ” فيسبوك” بهدف اختراق حساب آخر. (بترا)