أقامت لجنة التعاون الثقافي (غير الحكومي) بين الأردن والصين الشعبية ندوة على الـ Zoom في الساعة السابعة من مساء اليوم الأربعاء 1/9/2021م بالتعاون مع الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة وسفارة جمهورية الصين الشعبية في الأردن.
... وقد تحدث في الندوة كل من معالي المهندس سمير الحباشنة/ رئيس لجنة التعاون الثقافي (غير الحكومي) بين الأردن والصين، وسعادة سفير جمهورية الصين الشعبية في الأردن الأستاذ تشن تشوان دونغ، ومعالي د. بركات عوجان / وزير الثقافة الأسبق في ورقة بعنوان (الطب الصيني وفلسفته)، ومعالي عباس زكي/ وزير الداخلية الفلسطيني الأسبق / عضو اللجنة المركزية لحركة فتح/ والمسؤول عن الملف الصيني بالسلطة الفلسطينية / في ورقة بعنوان الموقف الصيني من القضية الفلسطينية، وكذلك كلمة سعادة السفير يحيي القراله/ السفير الأردني الأسبق لدى جمهورية الصين الشعبية، والكلمة الأخيرة للمؤرخ / عمر العرموطي/ مؤلف كتاب الصين بعيون أردنية / أمين سر لجنة التعاون الثقافي (غير الحكومي) بين الأردن والصين.
... وقد اقترح المؤرخ العرموطي على أمانة عمان ووزارة الثقافة الأردنية تقليد فكرة متحف الكتاب والأدباء بالعاصمة الصينية بكين بحيث نقيم على غراره متحفاً للكتاب والأدباء الأردنيين في العاصمة عمان.
... وتالياً كلمة المؤرخ عمر العرموطي خلال هذه الندوة.
أطلبوا العلم ولو في الصين!
إعداد/ عمر العرموطي
-سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الأردن / الأستاذ تشن تشان دونغ.
-معالي المهندس سمير الحباشنة/ رئيس لجنة التعاون الثقافي (غير الحكومي) بين الأردن والصين.
-أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة.
... ترتبط الصين بعلاقات إقتصادية وثقافية مع الأمة العربية تعود إلى آلاف السنين... ومن الشواهد على ذلك (طريق الحرير) الذي كان يربط الصين مع الجزيرة العربية.
... كما أنها ترتبط بعلاقات اقتصادية وثقافية وثيقة مع الأردن، فهنالك علاقات سياسية متينة وزيارات رسمية متبادلة على أرفع المستويات، ومنها عدة زيارات لجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم إلى الصين وعدة زيارات لفخامة الرئيس الصيني إلى الأردن.
... استطاعت الصين أن تصبح دولة كبرى لها دور هام في السياسة الإقليمية والدولية، وقد حققت نهضة اقتصادية مذهلة فأصبحت في طليعة الدول الصناعية المتقدمة في العالم، حيث الصناعات الصينية المختلفة نراها في جميع أنحاء العالم وبأسعار منافسة للصناعات الغربية.
... الصين البلاد الخضراء الجميلة.. وبلاد الأنهار والمناظر الطبيعية الخلابة إذ تسر الناظر فيها الجبال والوديان والغابات والسواحل الرائعة، ويكفي أن فيها سور الصين العظيم الذي هو احدى عجائب الدنيا السبع.
... الصين بلاد الحكمة التي أنجبت الفلاسفة والحكماء ومنهم (كونفوشيوس)، وهي كذلك، منبع ( الطاوية)، كما أن البوذية امتزجت فيها بالثقافة الصينية. الشعب الصيني شعب ودود يحترم الزوار والسواح الأجانب، وهنالك مثل صيني يقول: «إن من يشرب من مياه بكين ويشتم هواءها فإنه يصبح من أهلها.
...الصين كانت دائما إلى جانب الأمة العربية وقد بقيت ثابتة في موقفها الداعم لقضايا الشعوب العربية والقضية الفلسطينية .. وهي دولة صديقة لشعوب العالم....
... لقد أعجبني في الصين مدى احترام الصينيين للوقت والرغبة في العمل والإنتاج، كما أثارني الاهتمام الكبير بالعلم والثقافة والإرادة العجيبة في تحقيق النهضة العلمية والصناعية والزراعية، فالوقت عندهم لا يذهب هدراً، بل إن الوقت مقدس والجميع يعمل بجد وإخلاص وتفان، إذ أن إنجازاتهم العلمية والاقتصادية العظيمة لم تأت من فراغ.
... وفي رئاستي وفداً للكتاب الأردنيين إلى الصين عام 2012م لتجديد اتفاقية التبادل الثقافي المشتركة بيننا وبينهم، بصفتي أنذاك أميناً عاماً لاتحاد الكتاب الأردنيين وموثقاً ومهتما بالتأريخ الاجتماعي والمرويات الشفاهية والسماعية، فقد كان من ثمار تلك الزيارة الكثير من الذكريات والمواقف..
... لفت نظري متحف الأدب والثقافة في العاصمة بكين، وقد احتوى على صور وأسماء أعضاء اتحاد الكتاب الصينيين وموجز عن سيرهم الذاتية ومؤلفاتهم، وكذلك فقد ألحق بهذا المتحف الضخم معهد لتأهيل وتدريب الكتاب الجدد على أرفع المستويات، ويقوم بإلقاء المحاضرات في هذا المعهد محاضرون من أعلى الكفاءات، إن هذا المتحف أصبح من المرافق السياحية والحضارية الهامة في العاصمة بكين وترتاده أعداد ضخمة من الزوار والسواح الأجانب، وقد أقترحت بعدة مناسبات ثقافية في العاصمة الأردنية عمان بأن تقوم وزارة الثقافة الأردنية وأمانة عمان الكبرى بتقليد هذه الفكرة الرائعة ليصار إلى بناء متحف للأدب والثقافة في العاصمة الأردنية عمان على غرار متحف الأدب والثقافة في بكين.
... الأمر الثاني هو أنني أصبت بالدهشة عندما سألت الزملاء أعضاء اتحاد الكتاب الصيني عن دخل الكاتب الصيني، فكانت الإجابة منهم بأن الوضع المادي لهم ممتاز، وأن دخل الكاتب في الصين هو من أعلى معدلات الدخول في المجتمع الصيني "فتمنيت ساعتها أن يتحقق ذلك الأمر بالنسبة للكاتب الأردني (المكافح) الذي ينحت في الصخر!!، بل كثيراً ما يضطر إلى لاستدانة إذا فكر في طباعة كتاب.
... وقد اقترحت على اتحاد الكتاب الصيني أن يتم تنظيم ملتقى ثقافي عربي صيني في بكين أو شانغهاي أو عمان على أن يُصار إلى تنظيم هذا الملتقى لدينا في الأردن... وإنني أُجدد هذا الإقتراح بحيث تقوم بتنظيم هذا المُلتقى الثقافي لجنة التعاون الثقافي (غير الحكومي) بين الأردن والصين بالتعاون مع السفارة الصينية في الأردن.
... ومن الجدير بالذكر أن المرحوم والدي الأستاذ محمد نزال العرموطي كان أول رئيس للهيئة الإدارية لجمعية الصداقة الأردنية الصينية عام 1988م.
... كما أنني قمت بإعداد وتأليف كتاب / الصين بعيون أردنية بالاشتراك مع الزميل الأستاذ إبراهيم السواعير/ ويتحدث هذا الكتاب عن العلاقات الأردنية الصينية.
... وقد تشرفت بتنظيم ندوات ثقافية عن العلاقات الأردنية الصينية بمُشاركة من سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية في الأردن وذلك في صالوني الثقافي / صالون الأدب والثقافة.
... وفي الختام أقول: تحية إلى جمهورية الصين الشعبية وشعبها العظيم...